يقول تعالى ذكره: قال الله لموسى: هذا الذي أصبت به قومك من الرجفة عذابي أصيب به من أشاء من خلقي، كما أصيب به هؤلاء الذين أصبتهم به من قومك.
ورحمتي وسعت كل شئ يقول: ورحمتي عمت خلقي كلهم.
وقد اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم مخرجه عام ومعناه خاص، والمراد به: ورحمتي وسعت المؤمنين بي من أمة محمد (ص). واستشهد بالذي بعده من الكلام، وهو قوله: فسأكتبها للذين يتقون... الآية. ذكر من قال ذلك.
11803 - حدثني المثنى، قال: ثنا أبو سلمة المنقري، قال: ثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنه قرأ: ورحمتي وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون قال: جعلها الله لهذه الأمة.
11804 - حدثني عبد الكريم، قال: ثنا إبراهيم بن بشار، قال: قال سفيان، قال أبو بكر الهذلي: فلما نزلت: ورحمتي وسعت كل شئ قال إبليس: أنا من الشئ.
فنزعها الله من إبليس، قال: فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون فقال اليهود: نحن نتقي ونؤتي الزكاة، ونؤمن بآيات ربنا. فنزعها الله من اليهود، فقال: الذين يتبعون الرسول النبي الأمي... الآيات كلها. قال: فنزعها الله من إبليس ومن اليهود وجعلها لهذه الأمة.
11805 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: لما نزلت: ورحمتي وسعت كل شئ قال إبليس: أنا من كل شئ، قال الله:
فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون... الآية. فقالت اليهود: ونحن نتقي ونؤتي الزكاة. فأنزل الله: الذين يتبعون الرسول النبي الأمي قال:
نزعها الله عن إبليس وعن اليهود، وجعلها لامة محمد، سأكتبها للذين يتقون من قومك.
11806 - حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:
عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شئ فقال إبليس: أنا من ذلك الشئ، فأنزل الله: فسأكتبها للذين يتقون معاصي الله، والذين هم بآياتنا يؤمنون. فتمنتها