عليه فيهم: وإنهم لا يستكبرون وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين فآمنوا ثم رجعوا إلى النجاشي. فهاجر النجاشي معهم، فمات في الطريق، فصلى عليه رسول الله (ص) والمسلمون واستغفروا له.
9612 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال:
قال عطاء في قوله: ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى... الآية، هم ناس من الحبشة آمنوا، إذ جاءتهم مهاجرة المؤمنين.
وقال آخرون: بل هذه صفة قوم كانوا على شريعة عيسى من أهل الايمان فلما بعث الله تعالى ذكره نبيه محمدا (ص) آمنوا به. ذكر من قال ذلك:
9613 - حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:
ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا، فقرأ حتى بلغ: فاكتبنا مع الشاهدين: أناس من أهل الكتاب كانوا على شريعة من الحق مما جاء به عيسى، ويؤمنون به وينتهون إليه فلما بعث الله نبيه محمدا (ص) صدقوا به وآمنوا، وعرفوا الذي جاء به أنه الحق، فأثنى عليهم ما تسمعون.
والصواب في ذلك من القول عندي أن الله تعالى وصف صفة قوم قالوا: إنا نصارى، أن نبي الله (ص) يجدهم أقرب الناس ودادا لأهل الايمان بالله ورسوله، ولم يسم لنا أسماءهم. وقد يجوز أن يكون أريد بذلك أصحاب النجاشي، ويجوز أن يكون أريد به قوم كانوا على شريعة عيسى فأدركهم الاسلام فأسلموا لما سمعوا القرآن وعرفوا أنه الحق، ولم يستكبروا عنه.
وأما قوله تعالى: ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا فإنه يقول: قربت مودة هؤلاء الذين وصف الله صفتهم للمؤمنين من أجل أن منهم قسيسين ورهبانا. والقسيسون: جمع قسيس، وقد يجمع القسيس: قسوس، لان القس والقسيس بمعنى واحد. وكان ابن زيد يقول في القسيس بما:
9614 - حدثنا يونس، قال: حدثنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: القسيسين:
عبادهم.