ترى النعرات الزرق فوق لبانه * فراد ومثنى أصعقتها صواهله وكان يونس الجرمي فيما ذكر عنه يقول: فراد: جمع فرد، كما قيل: توأم وتؤام للجميع، ومنه الفرادى والردافى والغواني. ويقال: رجل فرد، وامرأة فرد، إذا لم يكن لها أخ، وقد فرد الرجل فهو يفرد فرودا، يراد به تفرد، فهو فارد.
10576 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، قال: أخبرني عمرو أن ابن أبي هلال حدثه أنه سمع القرطبي يقول: قرأت عائشة زوج النبي (ص) قول الله:
ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة فقالت: وا سوأتاه، إن الرجال والنساء يحشرون جميعا ينظر بعضهم إلى سوأة بعض فقال رسول الله (ص): لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه، لا ينظر الرجال إلى النساء ولا النساء إلى الرجال، شغل بعضهم عن بعض.
وأما قوله: وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم فإنه يقول: خلفتم أيها القوم ما مكناكم في الدنيا مما كنتم تتباهون به فيها خلفكم في الدنيا، فلم تحملوه معكم. وهذا تعيير من الله جل ثناؤه لهؤلاء المشركين بمباهاتهم التي كانوا يتباهون بها في الدنيا بأموالهم، وكل ما ملكته غيرك وأعطيته فقد خولته، يقال منه: خال الرجل يخال أشد الخيال بكسر الخاء، وهو خائل، ومنه قول أبي النجم:
أعطى فلم يبخل ولم يبخل * كوم الذرا من خول المخول وقد ذكر أن أبا عمرو بن العلاء كان ينشد بين زهير:
هنا لك إن يستخولوا المال يخولوا * وإن يسألوا يعطوا وإن ييسروا يغلوا