القراطيس، فيظهرونه للناس ويخفون كثيرا مما يثبتونه في القراطيس فيسرونه ويكتمونه الناس. ومما كانوا يكتمونه إياهم ما فيها من أمر محمد (ص) ونبوته. كالذي:
10554 - حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا: اليهود.
10555 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن عكرمة: قل يا محمد من أنزل الكتاب الذي به جاء موسى نورا وهدى للناس يجعلونه قراطيس يبدونها يعني يهود لما أظهروا من التوراة. ويخفون كثيرا مما أخفوا من ذكر محمد (ص) وما أنزل عليه قال ابن جريج: وقال عبد الله بن كثير: إنه سمع مجاهدا يقول:
يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا قال: هم يهود الذين يبدونها ويخفون كثيرا.
القول في تأويل قوله تعالى: وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون.
يقول تعالى ذكره: وعلمكم الله جل ثناؤه الكتاب الذي أنزله إليكم ما لم تعلموا أنتم من أخبار من قبلكم ومن أنباء من بعدكم وما هو كائن في معادكم يوم القيامة، ولا آباؤكم يقول: ولم يعلمه آباؤكم أيها المؤمنون بالله من العرب وبرسوله (ص). كالذي:
10556 - حدثني المثنى، قال: ثنا الحجاج بن المنهال، قال: ثنا حماد، عن أيوب، عن مجاهد: وعلمتم معشر العرب ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم.
10557 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال عبد الله بن كثير: إنه سمع مجاهدا يقول في قوله: وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قال: هذه للمسلمين.
وأما قوله: قل الله فإنه أمر من الله جل ثناؤه نبيه محمدا (ص) أن يجيب استفهامه هؤلاء المشركين عما أمره باستفهامهم عنه بقوله: قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرا بقيل: الله، كأمره إياه في موضع آخر في هذه السورة بقوله: قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين فأمره باستفهام المشركين عن ذلك،