وكان بعض نحويي الكوفيين يتأول ذلك بمعنى باسطو أيديهم باخراج أنفسهم فإن قال قائل ما وجه قوله أخرجوا أنفسكم ونفوس بني آدم إنما يخرجها من أبدان أهلها رب العالمين فكيف خوطب هؤلاء الكفار وأمر وافي حال الموت باخراج أنفسهم فإن كان ذلك كذلك فقد وجب أن يكون بنو آدم هم يقبضون أنفس أجسامهم قيل إن معنى ذلك بخلاف الذي ذهبت وإنما ذلك أمر من الله على ألسن رسله الذين يقبضون أرواح هؤلاء القوم من أجسامهم بأداء ما أسكنها ربها من الأرواح إليه وتسليمها إلى رسله الذين يتوفونها.
القول في تأويل قوله (اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون) وهذا خبر من الله جل ثناؤه عما تقول رسل الله التي تقبض أرواح هؤلاء الكفار لها يخبر عنها أنها تقول لأجسامها ولأصحابها أخرجوا أنفسكم إلى سخط الله ولعنته فإنكم اليوم تثابون على كفركم بالله وقيلكم عليه الباطل وزعمكم أن الله أوحى إليكم ولم يوح إليكم شيئا وانذاركم أن يكون الله أنزل على بشر شيئا واستكباركم عن الخضوع لأمر الله وأمر رسوله وانقياد لطاعته عذاب الهون وهو عذاب جهنم الذي يهينهم فيذلهم حتى يعرفوا صغار أنفسهم وذلتها كما.
10574 - حدثني محمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن المفضل قال ثنا أسباط عن السدي أما عذاب الهون فالذي يهينهم.
10575 - حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال ثنى حجاج عن ابن جريج اليوم تجزون عذاب الهون قال عذاب الهون في الآخرة بما كنتم تعملون والعرب إذا أرادت بالهون معنى الهوان ضمت الهاء وإذا أرادت به الرفق والدعة وخفة المؤنة فتحت الهاء فقالوا هو قليل هون المؤنة ومنه قول الله الذين يمشون على الأرض هونا يعني بالرفق والسكينة والوقار ومنه قول المثنى بن جندل الطهوي