تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٥٥٤
ومن يشفع شفعة سيئة: وهي ما كان خلاف ذلك، ومنها الدعاء على المؤمن.
يكن له كفل منها: نصيب من وزرها، مساو لها في القدر والكفل النصيب.
وفي تفسير علي بن إبراهيم، قال: يكون كفيل ذلك الظلم الذي يظلم صاحب الشفاعة (1).
وكان الله على كل شئ مقيتا: مقتدرا، من أقات الشئ، قدر عليه، أو شهيدا حافظا واشتقاقه من القوت، فإنه يقوي البدن ويحفظه.
وفي كتاب الخصال: عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه، عن علي (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو دل على خير، أو أشاربه، فهو شريك. ومن أمر بسوء، أو دل عليه، أو أشار به، فهو شريك (2).
وفي الكافي: عن السجاد (عليه السلام): إن الملائكة إذا سمعوا المؤمن يدعو لأخيه بظهر الغيب ويذكره بخير قالوا: نعم الأخ أنت لأخيك تدعو له بالخير وهو غائب عنك وتذكره بخير، قد أعطاك الله تعالى مثلي ما سألت له، وأثنى عليك مثلي ما أثنيت عليه، ولك الفضل عليه، وإذا سمعوه يذكر أخاه بسوء ويدعو عليه، قالوا:
بئس الأخ أنت لأخيك، كف أيها المستر على ذنوبه وعورته وأربع على نفسك (3) واحمد الله الذي ستر عليك، واعلم أن الله أعلم بعبده منك (4).

(١) تفسير علي بن إبراهيم: ج ١ ص ١٤٥.
(٢) الخصال: ص ١٣٨ باب الثلاثة ثلاثة يشتركون في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ح ١٥٦.
(٣) أربع على نفسك، أي قف وامسك ولا تتعب نفسك، من ربع كمنع - منه دام عزه (كذا في هامش النسخة).
(٤) (المستر) على بناء المجهول من التفعيل أو الافعال، وما قيل أنه على بناء الفاعل فهو بعيد، و (العورة) العيب وما يستحى منه. وقال الجوهري: ربع الرجل يربع، إذا وقف وتحبس ومنه قولهم: أربع على نفسك وأربع على طلعك، أي ارفق بنفسك وكف، انتهى، والمعنى: اقتصر على النظر في حال نفسك، ولا تلتفت إلى غيرك. واعلم أن الله أعلم بعبده منك فإن علم صلاحه وصلاح سائر عباده في دفعه يدفعه وفي ابتلائه يبتليه وفي عافيته يعافيه، ولا يحتاج في شئ من ذلك إلى تعليمك (تلخيص من مرآة العقول: ج ١٢ ص ١٦٩).
الكافي: ج ٢ ص ٥٠٨ كتاب الدعاء، باب الدعاء للاخوان بظهر العيب، ح 7.
(٥٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 549 550 551 552 553 554 555 556 557 558 559 ... » »»
الفهرست