[وإذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلا (83)] ولو كان من عند غير الله: لو كان كلام البشر كما زعم الكفار.
لوجدوا فيه اختلافا كثيرا: من تناقض المعنى، وتفاوت النظم، وكون بعضه فصيحا وبعضه ركيكا، وبعضه معجزا وبعضه غير معجز، وبعضه مطابقا للواقع وبعضه غير مطابق لنقصان القوة البشرية.
ولعل ذكره هنا للتنبيه على أن اختلاف ما سبق من الاحكام، ليس لتناقض في الحكم، بل لاختلاف الأحوال في الحكم والمصالح.
وفي نهج البلاغة: قال (عليه السلام): وذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضا، وأنه لا اختلاف فيه فقال سبحانه: " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " (1).
وإذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف: مما يوجب الامن أو الخوف.
أذاعوا به: أفشوه.
قيل: كان قوم من ضعفة المسلمين إذا بلغهم خبر عن سرايا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أو أخبرهم الرسول بما أوحي إليه من وعد بالظفر، أو تخويف من الكفرة، أذاعوا به، لعدم جزمهم وكانت إذاعتهم مفسدة (2).