تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٣٩
أو شهد به لنفسه.
والملائكة: بالاستغفار، أو شهدوا كما شهد.
وأو لوا العلم: وهم الأئمة (عليهم السلام) بالاحتجاج عليه، أو شهدوا كما شهد. وعلى المعنى الأول في شهد استعارة تبعية حيث شبه ذلك في البيان والكشف بشهادة الشاهد.
قائما بالقسط: مقيما للعدل في حكمه وقضائه.
وانتصابه على الحال من " الله "، وإنما جاز إفراده بها، ولم يجز جاء زيد وعمرو راكبا؟ لعدم اللبس، أو عن " هو " والعامل فيها معنى الجملة، أي تفرد قائما، أو أحقه لأنها حال مؤكدة. أو على المدح، أو الصفة للمنفي.
وفيه ضعف للفصل، وهو داخل في المشهود به إذا جعلته صفة أو حالا عن الضمير.
وقرئ: القائم بالقسط، على البدل من " هو " خبر، أو الخبر لمحذوف.
وفي تفسير العياشي: عن جابر قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن هذه الآية: " شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم " قال أبو جعفر (عليه السلام): " شهد الله أنه لا إله إلا هو " فإن الله تبارك وتعالى يشهد بها لنفسه وهو كما قال، فأما قوله: " والملائكة " فإنه أكرم الملائكة بالتسليم لربهم، وصدقوا وشهدوا كما شهد لنفسه، وأما قوله: " وأولوا العلم قائما بالقسط " فإن اولي العلم الأولياء والأوصياء، وهم قيام بالقسط، والقسط هو العدل في الظاهر، والعدل في الباطن أمير المؤمنين (عليه السلام) (1).
فعلى هذه الرواية: " قائما " حال عن " اولي العلم "، وإفراده على تأويل كل واحد والاشعار بأن كل واحد منهم قائم به، لئلا يتوهم أن القسط قائم بمجموعهم من حيث هو مجموع.
وفي ذلك التفسير عن مرزبان القمي قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام)

(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست