الزبير: ثم سار ظاهرا قاهرا حتى نزل ضجنان (1) فلزم بها يوم وليلة ولحق به نفر من ضعفاء المؤمنين وفيهم أم أيمن مولاة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ويصلي ليلته تلك هو والفواطم ويذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم، فلم يزالوا كذلك حتى طلع الفجر، فصلى (عليه السلام) بهم صلاة الفجر، ثم سار لوجهه، فجعل وهن يصنعون ذلك منزلا بعد منزل، يعبدون الله (عز وجل) ويرغبون إليه كذلك حتى قدم المدينة وقد نزل الوحي بما كان من شأنهم قبل قدومهم " الذين يذكرون الله قياما وقعودا " الآيات قوله: " من ذكر أو أنثى " الذكر علي والأنثى الفواطم " بعضكم من بعض " يعني علي من فاطمة، أو قال: الفواطم وهن من علي (2).
وذكر علي بن عيسى (رحمه الله) في كشف الغمة: أن هذه الآيات نزلت في أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) في توجهه إلى المدينة، وذكر الحكاية كما في الأمالي (3).
وفي تفسير علي بن إبراهيم: ثم ذكر أمير المؤمنين (عليه السلام) وأصحابه المؤمنين فقال: " فالذين هاجروا واخرجوا من ديارهم " يعني أمير المؤمنين وسلمان وأبا ذر حين اخرج وعمار الذين أوذوا، إلى آخر الآية (4).
لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلد: الخطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمراد أمته، أو تثبيته على ما كان عليه أو لكل أحد.