[فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاء وبالبينات والزبر والكتب المنير (184)] وفيه إشكال مشهور: وهو أن نفي الظلام عن الله تعالى، لا يستلزم نفي كونه ظالما، يشعر بكونه كذلك، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
والجواب: أن جواز اتصافه تعالى بكل صفة يستلزم اتصافه بها على الكمال، خصوصا صفة الظلم، فإنه لو اتصف بها اتصف بما هو في الرتبة الاعلى منها، لكمال قدرته وعدم المانع، فللاشعار بهذا المعنى أورد الظلام مكان الظالم، والمراد نفي الظلم مطلقا، فتأمل.
الذين قالوا: هم كعب بن الأشرف ومالك وحيي وفنحاص ووهب بن يهوذا.
إن الله عهد إلينا: أمرنا في التوراة وأوصانا.
ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار: بان لا نؤمن لرسول حتى يأتينا بهذه المعجزة الخاصة التي كانت لأنبياء بني إسرائيل، وهو أن يقرب بقربان فيقوم النبي (صلى الله عليه وآله) فيدعو، فتنزل نار سماوية تأكله، أي تحيله إلى طبعها بالاحراق.
وهذا من مفترياتهم وأباطيلهم، لان أكل النار القربان لا يوجب الايمان إلا لكونه معجزة، فهو وسائر المعجزات شرع في ذلك.
قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتب المنير: تكذيب وإلزام بأن رسلا قد جاؤوهم قبله