في قوله: " وإذ أخذ الله " أن ذلك في محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا خرج ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم " يقول: نبذوا عهد الله وراء ظهورهم " واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون " (1).
وفي مجمع البيان: عن علي (عليه السلام) قال: ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا (2).
وفي كتاب الاحتجاج: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه: وقد ذكر أعداء رسول الله (صلى الله عيه وآله وسلم) الملحدين في آيات الله، ولقد أحضروا الكتاب كملا مشتملا على التأويل والتنزيل والمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ ولم يقط منه حرف، لا ألف ولا لام، فلما وقفوا على ما بينه من أسماء أهل الحق والباطل، وأن ذلك إن ظهر نقض ما عقدوه، قالوا: لا حاجة لنا فيه، نحن مستغنون عنه بما عندنا، ولذلك قال: " فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون " ثم دفعهم الاضطرار بورود المسائل عليهم مما لا يعلمون تأويله، إلى جمعه وتأويله وتعظيمه من تلقائهم ما يقيمون به دعائم كفرهم، فصرخ مناديهم: من كان عنده شئ من القرآن، فليأتنا به، ووكلوا تأليفه ونظمه إلى بعض من وافقهم على معاداة أولياء الله، فألفه على اختيارهم، وتركوا منه ما قدروا