تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٣٠٦
يا ملك الموت، ثم يأخذ الأرض بيمينه (1) والسماوات بيمينه ويقول: أين الذين كانوا يدعون معي شريكا، أين الذين كانوا يجعلون معي إلها آخر (2).
وإنما توفون أجوركم: تعطون جزاء أعمالكم خيرا كان أو شرا تاما وافيا.
يوم القيمة: يوم قيامكم عن القبور.
ولفظ التوفية يشعر بأنه قد يكون قبلها بعض الأجور، كما يدل عليه أخبار ثواب القبر وعذابه.
فمن زحزح عن النار: بعد عنها.
والزحزحة في الأصل تكرير الزح، وهو الجذب بعجلة.
وأدخل الجنة فقد فاز: بالنجاة ونيل المراد. والفوز، الظفر بالبغية.
في أمالي الصدوق: بإسناده إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال حاكيا عن الله (جل جلاله): فبعزتي حلفت، وبجلالي أقسمت أنه لا يتولى عليا عبد من عبادي إلا زحزحته عن النار وأدخلته الجنة، ولا يبغضه عبد من عبادي ويعدل عن ولايته إلا أبغضته وأدخلته النار وبئس المصير. والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة (3).
وفي الكافي: سهل بن زياد، عمن حدثه، عن جميل بن دراج قال: سمعت أبا

(١) قوله: (ثم يأخذ الأرض) أقول: هو إشارة إلى قوله سبحانه: " والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه " قال الطبرسي (قدس الله روحه): القبضة في اللغة ما قبضت عليه بجميع كفك، أخبر الله سبحانه عن كمال قدرته فذكر أن الأرض كلها مع عظمها في مقدوره كالشئ الذي يقبض عليها القابض بكفه، فيكون في قبضته، وهذا تفهيم لنا في عادة التخاطب فيما بيننا. وكذا قوله: " والسماوات مطويات بيمينه " أي يطويها بقدرته كما يطوي أحد من الشئ المقدور له طيه، بيمينه، وذكر اليمين للمبالغة في الاقتدار، والتحقيق للملك كما قال: " وما ملكت ايمانكم " وقيل معناه: إنها محفوظات مصونات بقوته. واليمين، القوة، فالمراد أنه تعالى يحفظ الأرض والسماوات بقدرته الكاملة بعد ما كانت محفوظة بالملائكة وسائر الخلق، وقد جعل لكل شئ حفظة منها، والله يعلم حقائق كلامه (مرآة العقول: ج ١٤ ص ٢٥٣ كتاب الجنائز باب النوادر.
(٢) الكافي: ج ٣ ص ٢٥٦ كتاب الجنائز، باب النوادر ح 25.
(3) الأمالي للصدوق: ص 185 المجلس التاسع والثلاثون س 9 قطعة من ح 10.
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»
الفهرست