تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٨٩
وفي تفسير العياشي: عن جابر، عن محمد بن علي (عليهما السلام) قال: لما وجه النبي (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين (عليه السلام) وعمار بن ياسر إلى أهل مكة، قالوا: بعث هذا الصبي؟! ولو بعث غيره إلى أهل مكة، وفي مكة صناديد قريش ورجالها، والله الكفر بنا أولى مما نحن فيه، فساروا، وقالوا، وخوفوهما بأهل مكة، وغلظوا عليهما الامر، فقال علي (عليه السلام): " حسبنا الله ونعم الوكيل " ومضيا، فلما دخلا مكة خبر الله نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) بقولهم لعلي (عليه السلام) وبقول علي لهم، فأنزل الله بأسمائهم في كتابه، وذلك قوله: " ألم تر إلى الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم " وإنما نزلت: ألم تر إلى فلان وفلان لقوا عليا وعمارا، فقالا: إن أبا سفيان وعبد الله بن عامر وأهل مكة قد جمعوا لكم، فاخشوهم فزادهم إيمانا، وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل (1).
وفي شرح الآيات الباهرة: ونقل ابن مردويه من الجمهور عن ابن رافع أن النبي (صلى الله عليه وآله) وجه عليا (عليه السلام) في نفر في طلب أبي سفيان فلقيه اعرابي من خزاعة فقال له: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم يعني أبا سفيان وأصحابه فقالوا: - يعني عليا وأصحابه - حسبنا الله ونعم الوكيل فنزلت هذه الآية إلى قوله: " والله ذو فضل عظيم " (2).
وأقول في الجمع بين الخبر الأول وهذان الخبران: إن الآية نزلت أولا على الوجه الأول كما في الخبر الأول، وجرت من الله في الوجه الثاني وفصلت في الثاني بالتصريح بالأسماء، فأثبت في القرآن على الوجه الأول.
إنما ذلكم الشيطان: يريد به المثبط نعيما أو أبا سفيان.
و " الشيطان " خبر " ذلكم " وما بعده بيان لشيطنته، أو صفة وما بعده خبر.

(١) تفسير العياشي: ج ١ ص ٢٠٩ ح 154.
(2) لا يوجد لدينا هذا الكتاب ووجدناه في تأويل الآيات الطاهرة: ص 131.
(٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»
الفهرست