تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٨٨
[فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم (174) إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه، فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين (175)] والهزيمة " حسبنا الله ونعم الوكيل " يقول الله " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء " الحديث (1).
فانقلبوا: فرجعوا من بدر.
بنعمة من الله: عافية وثبات على الايمان وزيادة فيه.
وفضل: وربح في التجارة، فإنهم لما أتوا بدرا، وافوا بها سوقا، فاتجروا وربحوا.
لم يمسسهم سوء: من جراحة وكيد عدو.
واتبعوا رضوان الله: بجرأتهم وخروجهم.
والله ذو فضل عظيم: قد تفضل عليهم بالتثبيت وزيادة الايمان، والتوفيق للمبادرة إلى الجهاد، والتصلب في الدين، وإظهار الجرأة على العدو، وبالحفظ عن كل ما يسؤهم، وإصابة النفع، مع ضمان الاجر حتى انقلبوا بنعمة منه وفضل. وفيه تحسير وتخطية للمتخلف، حيث حرم نفسه ما فازوا به.

(١) التهذيب: ج ٦ ص ١٧٠ باب النوادر، ح 7 وتمام الحديث (والأخرى للمكر والسوء: " وأفوض أمري إلى الله وفوضت أمري إلى الله " وقال الله (عز وجل): " فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب " والثالثة للحرق والغرق: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، وذلك أنه يقول (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله " والرابعة للغم والهم، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، قال الله سبحانه: " فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ").
(٢٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»
الفهرست