بسم الله الرحمن الرحيم إعلم أن الأفعال التي تظهر في أجسام العباد على ضربين:
أحدهما: أجمع المسلمون على أنه فعل الله تعالى لا صفة للعبد فيه، مثل ألواننا وهيأتنا وطولنا وقصرنا وسمننا وهزالنا وحركة عروقنا.
والضرب الآخر: مثل قيامنا وقعودنا وحركتنا وسكوننا وأكلنا وشربنا وما أشبه ذلك من تصرفنا. واختلف الناس في ذلك:
فقال أهل الحق: كل هذا التصرف فعل العباد انفردوا به لا صنع لله تعالى فيه وإن كان هو المقدور لهم (1) عليه.
وقالت المجبرة: هذا الضرب أيضا " من فعل الله تعالى، وذهبوا إلى أن جميع الأفعال التي تظهر في العالم الله تعالى أوجدها وفعلها ولا فاعل سواه،