في صحيحه (فتح 8 / 89) وغيره من حديث سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما قال:
" قدم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول: إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته. وقدمها في بشر كثير من قومه (1)، فأقبل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه ثابت بن قيس بن شماس، وفي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعة جريد، حتى وقف على مسيلمة في أصحابه فقال: لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها ولن تعدو أمر الله فيك، ولئن أدبرت ليعقرنك الله، وإني لأراك الذي أريت فيه ما رأيت وهذا ثابت يجيبك عني. ثم انصرف عنه صلى الله عليه وسلم " هذا لفظ البخاري في صحيحه.
فهذا مثال على من كان يرد من الوفود على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2) وأما مثال من كان يرسلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القبائل والبلدان ليعلموهم فأمام أعيننا قصة قراء بئر معونة رضي الله عنهم الذين غدر بهم وكانوا سبعين رجلا أرسلهم صلى الله عليه وسلم ليعلموا إحدى القبائل وهم يزيدون على عدد التواتر بكثير وقصتهم في البخاري (7 / 385 فتح).
وهذا سيدنا معاذ الذي بعثه صلى الله عليه وسلم إلى اليمن لم يبعثه صلى الله عليه وسلم على جمل لوحده كما يتخيل، بعضهم، بل ذهب في جماعة من الصحابة كما هو المعروف والمألوف وكان هو على رأسهم، ففي تاريخ ابن جرير الطبري (2 / 247):
" عن عبيد بن صخر بن لوذان الأنصاري السلمي وكان فيمن بعث النبي