دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه - أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي - الصفحة ١٨١
وقد روي في حديث موقوف: " فضحك حتى بدت لهواته وأضراسه " (116) ذكره الخلال في كتاب السنة. وقال المروزي: قلت لأبي عبد الله - أحمد بن جنبل -: ما تقول في هذا الحديث..؟ قال هذا بشع.
(116) هذه قطعة من حديث منكر لا أقول إلا أنه مكذوب، رواه أبو عوانة (1 / 139) قلت: وقد أعله ابن منده في كتابه الإيمان (804) بأن مسلما أخرج هذا الحديث في صحيحه (1 / 178 برقم 316) دون تلك الزيادة المنكرة البشعة.
قلت: وهذه الزيادة المنكرة الظاهر أنها من دس الحنابلة المجسمة لأنهم وخاصة رؤساؤهم متخصصون في الدس والوضع حتى في مسند الإمام أحمد بن حنبل الذي ينتسبون إليه كما سأذكر أحد براهين ذلك في فائدة خاصة آخر هذا التعليق وهذه الزيادة موجودة في كتاب " الرؤية " المنسوب غلطا للدارقطني وهو مطبوع!!
ص (163) حديث رقم (50) والكتاب برمته لا يثبت أنه من تصنيف الدارقطني. ولنا رسالة في تحقيق إبطال نسبة الكتاب للدار قطني أسميناها:
" البيان الكافي بغلط نسبة كتاب الرؤية للدارقطني بالدليل الوافي " لأن في سند إثباته للدارقطني كذابان حنبليان مخلطان وهما ابن كادش وترجمته في " لسان الميزان " (1 / 218 الهندية) وفيه أنه كان: " مخلطا كذابا لا يحتج بمثله "، والثاني: العشاري، وترجمته في " اللسان " أيضا (5 / 301 - 303) وفيه: " كانوا يدسون في كتبه الموضوعات فيرويها وهو لا يدري لأنه كان مغفلا " وختم الذهبي ترجمته في " الميزان " (3 / 657) بقوله: " ليس بحجة ".
وفي البخاري (فتح 8 / 578) عن السيدة عائشة قالت: " ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا حتى أرى منه لهواته إنما كان يتبسم ".
(فائدة خاصة مهمة):
ذكر الحافظ الذهبي في " الميزان " (2 / 624) والحافظ ابن حجر في لسان الميزان (4 / 26 الهندية) و (4 / 32 دار الفكر) ترجمة: " عبد العزيز بن الحارث أبو الحسن التميمي الحنبلي " وقالا فيها:
" من رؤساء الحنابلة، وأكابر البغاددة، إلا أنه آذى نفسه ووضع حديثا أو حديثين في مسند الإمام أحمد.
قال ابن زرقويه الحافظ: كتبوا عليه محضرا بما فعل، كتب فيه الدارقطني وغيره، نسأل الله العافية والسلامة ". ا ه.
قلت: ثم ذكر الذهبي له بعد ذلك حديثا وقال عقبه:
" المتهم به أبو الحسن ".
قلت: ومثله ابن كادش المتقدم ذكره قبل قليل من أئمة الحنابلة ورؤسائهم قال عنه الحافظ ابن عساكر:
" قال لي أبو العز بن كادش وسمع رجلا قد وضع في حق علي حديثا، ووضعت أنا في حق أبي بكر حديثا بالله أليس فعلت جيد؟! " ا ه. قال الذهبي معقبا على كلمة - ابن كادش - هذه:
" هذا يدل على جهله يفتخر بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم "!! أنظر " سير أعلام النبلاء " (19 / 559) و " لسان الميزان " (1 / 218). فأنعم!! برؤوساء كهؤلاء لطائفة تدعي التمسك بالسنة والأثر!!