قلت وأكثر طالبي الحديث في هذا الزمان يغلب على ارادتهم كتب الغريب دون المشهور وسماع المنكر دون المعروف والاشتغال بما وقع فيه السهو والخطأ من روايات المجروحين والضعفاء حتى لقد صار الصحيح عند أكثرهم مجتنبا والثابت مصدوقا عنه مطرحا وذلك كله لعدم معرفتهم بأحوال الرواة ومحلهم ونقصان علمهم بالتمييز وزهدهم في تعلمه وهذا خلاف ما كان عليه الأئمة من المحدثين والاعلام من أسلافنا الماضين وقد حدثت عن عبد العزيز بن جعفر قال أنا أبو بكر الخلال قال انا علي بن عثمان بن سعيد بن نفيل الحراني انه سمع أبا عبد الله يعنى أحمد بن حنبل يقول شر الحديث الغرائب التي لا يعمل بها ولا يعتمد عليها وحدثنا عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسني قال انا عبد الله بن موسى الهاشمي قال ثنا بن مدينا قال سمعت المروزي يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول تركوا الحديث وأقبلوا على الغرائب ما أقل الفقه فيهم أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد المقرى النقاش قال ثنا محمد بن عثمان بن سعيد قال ثنا محمد بن سهل بن عسكر قال سمعت أحمد بن حنبل يقول إذا سمعت أصحاب الحديث يقولون هذا حديث غريب أو فائدة فاعلم أنه خطأ أو دخل حديث في حديث أو خطأ من المحدث أو حديث ليس له إسناد وإن كان قد روى شعبة وسفيان فإذا سمعتهم يقولون هذا لا شئ فاعلم أنه حديث صحيح أخبرني محمد بن عمر الوكيل قال ثنا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ قال ثنا محمد بن زكريا العسكري قال ثنا عمر بن شبر قال حدثني محمد بن سليمان بن أبي رجاء قال سمعت أبا يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي يقول من اتبع غريب الحديث كذب ومن طلب المال بالكيمياء أفلس ومن طلب الدين بالكلام تزندق أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل أخبرنا أبو
(١٧٢)