بين يدي عرش رب العزة، قال: فبينما هم كذلك إذ طلعت عليهم الملائكة يضفون على خدم أهل الجنة حسنا وجمالا وبهاء ونورا كما يضفون هم على سائر أهل الجنة لمنازلهم عند الله - تبارك وتعالى - قال: فيهم أحدهم أن يخر لبعض خدامهم من الملائكة ساجدا فيقول: يا ولي الله إنما أنا خادم ونحن مائة ألف قهرمان في جنات عدن، ومائة ألف قهرمان في جنات الفردوس، ومائة ألف قهرمان في جنات النعيم، ومائة ألف قهرمان في جنات المأوى، ومائة ألف قهرمان في جنات الخلد ومائة ألف قهرمان في جنات الجلال، ومائة ألف قهرمان في جنات السلام، كل قهرمان منهم على مائة مدينة في كل مدينة مائة ألف قصر، في كل قصر مائة ألف بيت من ذهب وفضة ودر وياقوت وزبرجد ولؤلؤ ونور، فيها أزواجه وسرره وخدامه، لو أن أدناهم رجلا نزل به الثقلان الجن والإنس ومثلهم معهم ألف ألف مرة لوسعهم أدنى قصر من قصوره ما شاء وأمن النزل واللباس والخدم والفاكهة والثمار والطعام والشراب كل قصر منها مستغنى ما فيه من هذه الأشياء على قدر سعتهم جميعا لا يحتاج إلى القصر الآخر في شئ من ذلك، وأن أدناهم منزلة الذي يدخل على الله بكرة وعشيا فيأمر له بالكرامة كلها لم يستقل حتى ينظر إلى وجهه الجميل - تبارك وتعالى - "، قال: وزعم المغيرة بن قيس أن قتادة وسعيد بن المسيب والضحاك بن مزاحم وأبا الزبير عن جابر بن عبد الله والعزرمي عن علي بن أبي طالب أنهم حدثوا بهذا الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: هذا الحديث وضعه داود بن المحبر وهو كذاب.
(632) حدثنا داود بن المحبر، ثنا إسماعيل بن عياش، عن أبان بن أبي عباس، عن أنس بن مالك، قال: ذكر عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الشهداء قال: " الذين إذا لقوا العدو لم يلفتوا وجوههم حتى يقتلوا، أولئك الذين يتأبطون في الغرفات العلا من الجنة ويضحك ربك إليهم، فإذا ضحك ربك إلى عبد في موطن فلا حساب عليه ".
(632) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عباد بن كثير، عن يحيى بن أبي كثير عن سلمان الفارسي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الله - عز وجل - يقبض أرواح شهداء البحر بيده ولا يكلهم إلى ملك الموت، ومثل روحه حين يخرج من صدره كمثل اللبن حين يدخل صدره ".