من ذهب، وألف ألف مدينة من لؤلؤ، وألف ألف مدينة من ياقوت، وألف ألف مدينة من در، وألف ألف مدينة من زبرجد، وألف ألف مدينة من نور يتلألأ نورا، في كل مدينة من هذه المدائن ألف ألف قصر، وفي كل قصر ألف ألف بيت، في كل بيت ألف ألف سرير من غير جوهر البيت طوله مسيرة ألف عام وعرضه مسيرة ألف عام، وعرضه في السماء مسيرة خمسمائة عام، عليه زوجة قد برز كمها من جانبي السرير عشرين ميلا من كل زاوية وهي أربع زوايا، وأشفار عينها كجناح النسر أو كقواديم النسور، وحاجباها كالهلال عليها ثياب نبتت في جنات عدن، سقياها من تسنيم وزهرتها تختطف الأبصار من دونها - قال: وقال الحسن: لو برزت لأهل الدنيا لم يرها من نبي مرسل ولا ملك مقرب إلا افتتن بحسنها، بين يدي كل امرأة منهن مائة ألف جارية بكر خدم سوق خدم زوجها، وبين كل سرير كرسي من غير، جوهر السرير طوله مائة ألف ذراع، على كل سرير مائة ألف فراش غلظ كل فراش كما بين السماء والأرض وما بينهن مسيرة خمسمائة عام يدخلون الجنة قبل الصديقين والمؤمنين بخمسمائة عام يفتضون العذارى، وإذا دنا من السرير تضامت له الفرش حتى يركبها فيعلوا منها حيث شاء فيتكئ تكأة واحدة مع الحور العين سبعين سنة فتناديه أبهى منها وأجمل يا عبد الله أمالنا منك دولة فيلتفت إليها فيقول: من أنت؟ فتقول: أنا من الذين قال الله - تبارك وتعالى -: (ولدينا مزيد) ثم تناديه أبهى منها وأجمل من غرفة أخرى: يا عبد الله أمالك فينا من حاجة؟ فيقول: ما علمت مكانك فتقول أو ما علمت أن الله - تبارك وتعالى - قال: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين) فيقول: بلى وربي. " قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " فلعله يشتغل عنها بعد ذلك أربعين عاما ما يشغله عنها إلا ما هو فيه من النعمة واللذة، فإذا دخل أهل الجنة الجنة ركب شهداء البحر قراقير من در في نهر من نور مجاذيبهم قضبان اللؤلؤ والياقوت والمرجان، ترفعهم ريح تسمى الزهراء في موج كالجبال إنما هي نور يتلألأ، تلك الأمواج أهون في أعينهم وأحلى عندهم من الشراب البارد في الزجاجة البيضاء عند أهل الدنيا في اليوم الصايف قدماؤهم الذين كانوا في بحر أصحابهم الذين كانوا في الدنيا، تقدم قراقيرهم بين يدي أصحابهم ألف ألف سنة وخمسمائة ألف سنة وخمسين ألف سنة وميمنهم وخلفهم على النصف من قرب أولئك من أصحابهم، وميسرهم مثل ذلك، وساقيهم الذين كانوا خلفهم في تلك القراقير من در، فبينما هم كذلك يسيرون في ذلك النهر إذ رفعتهم تلك الأمواج إلى كراسي
(١٩٩)