للسائل: " من سأل الناس عن ظهر عنى فهو صداع في الرأس وداء في البطن " وقد سألتك وأنا غني، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: " هو ذاك فإن شئت فاقبل وإن شئت فدع " فقلت: أدع، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " فدلني على رجل أؤمره عليكم " فدللته على رجل من الوفد الذين قدموا عليه فأمره علينا، ثم قلنا، يا نبي الله إن لنا بئرا إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها واجتمعنا عليها، وإذا كان الصيف قل ماؤها وتفرقنا على مياه حولنا وقد أسقمتنا وكل من حولنا عدو فأدعو الله لنا في بئرنا أن يسعنا ماؤها فنجتمع عليها ولا نفترق فدعا بسبع حصيات ففركهن في يده ودعا فيهن، ثم قال: " اذهبوا بهذه الحصيات فإذا أتيتم البئر فألقوها واحدة واحدة واذكروا اسم الله " قال الصدائي: ففعلنا ما قال لنا فما استطعنا بعد أن ننظر إلى قعرها - يعني البئر.
4 - باب فيمن ولي أمر عشرة من المسلمين:
(598) حدثنا إسماعيل بن أبي إسماعيل، ثنا إسماعيل بن عياش، عن يزيد بن أبي مالك، وهو الكلاعي - عن أبي أمامة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " ما من رجل يلي إمرة عشرة من المسلمين فصاعدا إلا جاء يوم القيامة يده مغلولة إلى عنقه فكه بره أو أوثقه إثمه، أولها ملامة وأوسطها ندامة وآخرها عذاب يوم القيامة ".
(599) حدثنا سعيد بن عامر، ثنا شعبة، عن يزيد بن أبي زياد، عن عيسى ابن لقيط، عن رجل، عن سعد بن عبادة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " وما من أمير عشرة إلا أتى الله يوم القيامة مغلولا لا يطلقه إلا العدل ".
5 - باب في البيعة:
(600) حدثنا كثير بن هشام، ثنا جعفر، ثنا ثابت بن الحجاج، عن ابن العفيف، قال: شهدت أبا بكر الصديق وهو يبايع بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تجتمع إليه العصابة فيقول لهم: تبايعوني على السمع والطاعة لله ولكتابه ثم للأمير، فتعلقت سوطي وأنا يومئذ غلام محتلم أو نحوه، فلما خلا من عنده أتيته فقلت: أبايعك على السمع والطاعة لله ولكتابه ثم للأمير، قال: فصعد في البصر