الله) والغلول " يأتون بما غلوا يوم القيامة لا يقبل منهم " وقتل النفس المؤمنة (فجزاؤه جهنم) وقذف المحصنة (لعنوا في الدنيا والآخرة) وأكل مال اليتم (يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) وآكل الربا (فأذنوا بحرب من الله ورسوله) (البقرة: 279) فإذا انتهوا عن الكبائر فهم مسلمون مؤمنون محسنون متقون، وقد استكملوا التقوى فادعوهم عند ذلك إلى العبادة، والعبادة: الصيام والقيام والخشوع والركوع والسجود واليقين والإنابة والإخبات والتهليل والتسبيح والتحميد والتكبير والصدقة بعد الزكاة والتواضع والتسكين والسكون والموساة والدعاة والتضرع والإقرار بالمليكة لله والعبودية والاستقلال لما كثر من العمل الصالح، فإذا فعلوا ذلك فهم مسلمون مؤمنون متقون عابدون وقد استكملوا العبادة فادعوهم عند ذلك إلى الجهاد وبينوه لهم ورغبوهم فيما رغبهم الله من فضيلة الجهاد وثوابه عند الله فإن انتدبوا فبايعوهم وادعوهم حتى تبايعوهم إلى سنة الله وسنة رسوله عليكم عهد الله وذمته وسبع كفالات ". قال داود بن المحبر:
يقول الله كفيل على بالوفاء سبع مرات لا تنكثون أيديكم من بيعة ولا تنقضون أمر وال من ولاة المسلمين، فإذا أقروا بهذا فبايعوهم واستغفروا الله لهم، فإذا خرجوا يقاتلون في سبيل الله غضبا لله ونصرا لدينه فمن لقوا من الناس فليدعوهم إلى مثل ما دعوا إليه من كتاب الله إجابته وإسلامه وإيمانه وإحسانه وتقواه وعبادته وهجرته فمن اتبعهم فهو المستجيب المسكين المؤمن المحسن المتقي العابد المهاجر له مالكم وعليه ما عليكم ومن أبى هذا عليكم فقاتلوهم حتى يفئ إلى أمر الله والفئ إلى دينه ومن عاهدتم وأعطيتموه ذمة فوفوا له بها، ومن أسلم وأعطاكم الرضا فهو منكم وأنتم منه ومن قاتلكم على هذا من بعد ما سميتموه له فاقتلوهم، ومن حاربكم فحاربوه، ومن كأيدكم فكايدوه، ومن جمع لكم فاجمعوا له، أو غالكم فغيلوه، أو خادعكم فاخدعوه من غير أن تعتدوا، أو ماكر كم فامكروا به، من غير أن تعتدوا سرا أو علانية فإنه من ينتصر من بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل واعلموا أن الله معكم يراكم ويرى أعمالكم ويعلم ما يصنعون كله فاتقوا الله وكونوا على حذر فإنما هذه أمانة ائتمنني عليها ربي أبلغها عباده عذرا منه إليهم وحجة منه احتج بها على من بلغه هذا الكتاب من الخلق جميعا فمن عمل بما فيه نجا، ومن اتبع ما فيه اهتدى، ومن خاصم به فلح، ومن قاتل به نصر، ومن تركه ضل حتى يراجعه فتعلموا ما فيه وأسمعوه آذانكم وأوعوه أجوافكم واستحفظوه قلوبكم فإنه نور للأبصار وربيع للقلوب وشفاء لما في الصدور وكفى بهذا أمرا ومعتبرا وزاجرا وعظة وداعيا إلى الله ورسوله فهذا هو الخير الذي لا