الثلاثة والمقصود منه نفي صحة الشؤم ووجوده على وجه المبالغة فهو من قبيل قوله صلى الله عليه وسلم لو كان شئ سابق القدر لسبقته العين فلا ينافيه حينئذ عموم نفي الطيرة في قوله صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا طيرة فإن قلت فما وجه التوفيق بين هذا وبين قوله صلى الله عليه وسلم الشؤم في ثلاثة الخ قلت قد جمعوا بينهما بوجوه منها أن قوله صلى الله عليه وسلم الشؤم في ثلاثة الخ كان في أول الأمر ثم نسخ ذلك بقوله تعالى ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب الآية حكاه ابن عبد البر والنسخ لا يثبت بالاحتمال لا سيما مع إمكان الجمع ولا سيما وقد ورد في حديث ابن عمر عند البخاري نفي التطير ثم إثباته في الأشياء الثلاثة ولفظه لا عدوى ولا طيرة والشؤم في ثلاث في المرأة والدار والدابة ومنها ما قال الخطابي هو استثناء من غير الجنس معناه إبطال مذهب الجاهلية في التطير فكأنه قال إن كان لأحدكم دار يكره سكناها أو امرأة يكره صحبتها أو فرس يكره سيره فليفارقه ومنها أنه ليس المراد بالشؤم في قوله الشؤم في ثلاثة معناه الحقيقي بل المراد من شؤم الدار ضيقها وسوء جوارها ومن شؤم المرأة أن لا تلد وأن تحمل لسانها عليك ومن شؤم الفرس أن لا يغزى عليه وقيل حرانها وغلاء ثمنها ويؤيد هذا الجمع ما أخرجه أحمد وصححه ابن حبان والحاكم من حديث سعد مرفوعا من سعادة ابن آدم ثلاثة المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح ومن شقاوة ابن آدم ثلاثة المرأة السوء والمسكن السوء والمركب السوء وفي رواية ابن حبان المركب الهنيئ والمسكن الواسع وفي رواية للحاكم ثلاثة من الشقاء المرأة تراها فتسوؤك وتحمل لسانها عليك والدابة تكون قطوفا فإن ضربتها أتعبتك وإن تركتها لم تلحق أصحابك والدار تكون ضيقة قليلة المرافق قوله (لا شؤم) أي في شئ (وقد تكون اليمن) بضم التحتية وسكون الميم (في الدار والمرأة والفرس) أي قد تكون البركة في هذه الأشياء واليمن ضد الشؤم قال الحافظ في الفتح بعد ذكر هذا الحديث في إسناده ضعف مع مخالفته للأحاديث الصحيحة انتهى قوله (عن سليمان بن سليم) بضم السين مصغرا الكناني الكلبي الشامي القاضي بحمص ثقة عابد من السابعة (عن معاوية بن حكيم) بن معاوية النميري مقبول من الثالثة
(٩٢)