أو لمطلق الناس في ترك المعاصي وفعل الطاعات وفي البليات بقوله " فاصبر لحكم ربك " ونهى عن متابعة الكفار والفجار بقوله " ولا تطع منهم آثما أو كفورا " ثم أمر بذكر اسم الله تعالى بقوله: " واذكر اسم ربك بكرة " أي أول النهار " وأصيلا " أي العشي ويحتمل وقت العصر، ويحتمل كونها إشارة إلى صلاة الصبح والعصر قاله في الكشاف أو العشاء مع المغرب أو مطلق الذكر كما هو الظاهر في هذين الوقتين لشرفهما ثم إلى السجود في مطلق الليل بقوله " ومن الليل " أي في بعضه " فاسجد له وسبحه ليلا طويلا " لعل المراد بالطويل في الجملة، أي ليس زمان قليل إشارة إلى أنه لا ينبغي صرف هذا كله في النوم والفراغ، ويحتمل أن يكون مطلق السجود والتسبيح في الليل، لأنه محل راحة النفس، وجمع الخاطر والتسبيح فيه والسجود آكد، وإلى القبول أقرب، وأن يكون المراد صلاة المغرب والعشاء قاله في الكشاف، والصلاة النافلة في الليل، قال في مجمع البيان: يريد التطوع بعد المكتوبة، وروي عن الرضا عليه السلام أنه سأله أحمد بن محمد عن هذه الآية وقال: ما ذلك التسبيح؟ قال: صلاة الليل (1) فتدل على ترغيب الصلاة في الليل و شرعيتها مطلقا من غير اختصاص بوقت وصلاة خاصة، ويحتمل التهجد المخصوص قاله في الكشاف فتأمل.
(٤٢٦)