" جنات عدن " بدل من عقبى الدار أو مبتدأ خبره " يدخلونها " والعدن الإقامة أي جنات لن يموتوا فيها، وقيل هو طبقات الجنة " ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم " من صلح للدخول منهم عطف على المرفوع في يدخلون، و يحتمل كونه مفعولا معه، والمعنى أنه يلحق بهؤلاء، كأن المراد به المؤمن ليخرج به الكافر، والتقييد إشارة إلى أن مجرد الأنساب لا ينفع بل لا بد من صلاح في الجملة، وهو الايمان، وليس المراد الصلاح الكلي وإلا فلا يحتاج للدخول إلى لحوق الأول بل هو أيضا يدخلون مثلهم، وظاهر الآية أن سبب دخولهم اتصاف هؤلاء الأول بهذه الصفات، ففيها دلالة على أن الطاعة تنفع المطيع وهؤلاء الآباء الخ بغير أن يشفع لهم، فكيف مع الشفاعة، والظاهر هو الأول لعدم القيد، و لأن بالشفاعة يدخل غير هؤلاء أيضا " والملائكة يدخلون عليهم من كل باب " أي من أبواب المنازل أو من أبواب الفتوح والتحف قائلين " سلام عليكم " مبشرين بالدوام " بما صبرتم فنعم عقبى الدار " " بما " يتعلق بعليكم أو بالسلام أو بمحذوف أي هذا بما صبرتم، وما مصدرية أو موصول لصبرتم.
" ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم " (1) أي لا ترفعن عينيك إلى ما متعنا الكفار وأنعمنا عليهم به أمثالا في النعم من الأولاد والأموال وغير ذلك من زهرات الدنيا، فإنها في معرض الزوال والفناء، مع ما يتبعها من الحساب و الجزاء، وعلى هذا يكون أزواجا منصوبا على الحال، والمراد به الأشباه والأمثال وقيل أن معناه لا تنظرن إلى ما في أيديهم من النعم التي هي أشياء يشبه بعضها بعضا فإن ما أنعمنا عليك وعلى من اتبعك من أنواع النعم وهي النبوة والقرآن و الاسلام والفتوح وغير ذلك أكثر وأوفر مما آتيناهم وقيل: معناه لا يعظمن في عينيك ولا تمدهما إلى ما متعنا به أصنافا من المشركين والأزواج والأصناف و يكون أزواجا على هذا مفعولا به.
نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن الرغبة في الدنيا، فحرم عليه أن يمد عينيه إليها و