قيل: قذر يعاف عند العقول وإفراده لأنه جنس أو لأنه خبر للخمر، وخبر المعطوفات محذوف من جنسه، ويدل هو عليه: أو المضاف محذوف، وكأنه قيل إنما تعاطي الخمر الآية ويحتمل أن يكون خبرا عن كل واحد واحد " من عمل الشيطان " صفة رجس أو خبر آخر، نسب إليه لأنه من تزيينه.
" فاجتنبوه " يحتمل كون الضمير راجعا إلى كل واحد من المذكورات أو المنهي عنه المفهوم، أو الرجس، أو عمل الشيطان، أو التعاطي، " لعلكم تفلحون " لكي تفلحوا بالاجتناب عما نهي عنه، وفي الآية مبالغة زائدة من وجوه شتى في تحريم الخمر والميسر من جهة المقارنة بالأصنام التي عبادتها كفر، و الحصر بأنه ليس إلا الرجس، ثم كونه من عمل الشيطان. ثم الأمر بالاجتناب بعد ذلك كله والتصدير بأنما والإشعار بأن شاربها لا يفلح ثم التأكيد ببيان ضررها بقوله " إنما يريد الشيطان " و " فهل أنتم منتهون " (1) وبعده بالأمر بطاعة الله ورسوله فيما أمرا به ونهيا عنه، والحذر. وغير ذلك فتأمل.
وفي الآية دلالة على تحريم تعاطي هذه الأشياء المذكورة في الخمر بالشرب قال في مجمع البيان الخمر عصير العنب المشتد وهو العصير الذي يسكر كثيره، ونقل عن ابن عباس أن المراد بالخمر جميع الأشربة التي تسكر " والميسر " أي القمار كله بلعبه " والأنصاب " بالتعظيم والعبادة لها جمع نصب، وهو الصنم " والأزلام " بالاستقسام وهي الأقداح والسهام كانوا يستقسمون به لحوم الجزور في الجاهلية ونهوا عنه وهو مشهور قال في مجمع البيان في الكلام حذف والمعنى شرب الخمر وتناوله أو التصرف فيه وعبادة الأنصاب والاستقسام بالأزلام " رجس " أي خبيث إلى قوله: والرجس واقع على الخمر وما ذكر بعدها.
وفي هذه الآية دلالة على تحريم سائر التصرفات في الخمر من الشرب والبيع