ابن الحسين عليه السلام جعلت: تسكب عليه الماء ليتهيأ للصلاة، فسقط الإبريق من يدها فشجعه فرفع رأسه إليها فقالت له الجارية إن الله عز وجل يقول: " والكاظمين الغيظ " فقال لها قد كظمت غيظي، قالت " والعافين عن الناس " قال قد عفا الله الله عنك " قال: " والله يحب المحسنين " قال: اذهبي فأنت حرة لوجه الله (1).
وفي هذه الرواية دلالة على عدم البأس بالاستعانة للوضوء، فقد روي مثلها عن الحسين بن علي عليهما السلام أنه جاء عبده وبيده طبيخ للضيف، وهو معهم عليهم السلام فوقع الظرف من يده على رأسه عليه السلام فنظر إليه فقال العبد الخ الله أعلم حيث يجعل رسالته.
قيل في معنى " عرضها السماوات والأرض ": كعرضهما وكني بالعرض عن مطلق المقدار وهو متعارف، ونقل على ذلك الأشعار في مجمع البيان أو أنه لما علم عرضه الذي هو أقل من الطول عرفا في غير المساوي علم أن طوله أيضا يكون إما أكثر أو مثله، أما كونها مع ذلك في السماء فالظاهر أن المراد يكون بعضها فيه بأن يكون البعض الآخر فوقه أو يكون أبوابها فيها أو فوق الكل وما ذكره الحكماء غير مسموع شرعا وهو ظاهر، كما قيل إن النار تحت الأرض فتكون الآية دليل على بطلان ما قالوه، وظاهر الآية أنها مخلوقة وكذا النار كما يدل عليه بعض الأخبار وقال به الأصحاب وصرح به الشيخ المفيد في بعض مسائله، وقال: إن الجنة مخلوقة ومسكونة سكنتها الملائكة.
فتدل الآية على رجحان المسارعة إلى الطاعات والانفاق في السراء والضراء وحسن الخلق بكظم الغيظ، والعفو عن الناس والاحسان مطلقا كما وردت بها روايات كثيرة مثل: اصنع المعروف إلى كل أحد فإن كان أهله وإلا فأنت أهله.
" والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون * أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين (2).