الحديبية يوم صد المشركون هديه عن البيت، فلما وجد الأعوان وقوي حارب، كما قال عز وجل في الأول: " فاصفح الصفح الجميل " ثم قال عز وجل: " اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد ".
قال آخر: إذا زعمت أن إمامة علي عليه السلام من قبل الله عز وجل وأنه مفترض الطاعة فلم لم يجز إلا التبليغ والدعاء كما للأنبياء عليهم السلام وجاز لعلي أن يترك ما أمر به من دعوة الناس إلى طاعته.
فقال: من قبل أنا لم ندع أن عليا أمر بالتبليغ فيكون رسولا، ولكنه عليه السلام وضع علما بين الله تعالى وبين خلقه، فمن تبعه كان مطيعا ومن خالفه كان عصايا، فإن وجد أعوانا يتقوى بهم جاهد، وإن لم يجد أعوانا فاللوم عليهم لا عليه، لأنهم أمروا بطاعته على كل حال، ولم يؤمر هو بمجاهدتهم إلا بقوة، وهو بمنزلة البيت على الناس الحج إليه، فإذا حجوا أدوا ما عليهم، وإذا لم يفعلوا كانت اللائمة عليهم لا على البيت.
وقال آخر: إذا وجب أنه لا بد من إمام مفترض الطاعة بالاضطرار، فكيف يجب بالاضطرار أنه علي عليه السلام دون غيره؟
فقال: من قبل أن الله عز وجل لا يفرض مجهولا، ولا يكون المفروض ممتنعا، إذ المجهول ممتنع، ولا بد من دلالة الرسول على الفرض، ليقطع العذر بين الله عز وجل وبين عباده. أرأيت لو فرض الله عز وجل على الناس صوم شهر ولم يعلم الناس أي شهر هو ولم يسم كان على الناس استخراج ذلك بعقولهم حتى يصيبوا ما أراد الله تبارك وتعالى؟ فيكون الناس حينئذ مستغنين عن الرسول والمبين لهم وعن الإمام الناقل خبر الرسول إليهم.
وقال آخر: من أين أوجبت أن عليا عليه السلام كان بالغا حين دعاه