وأنت اللعين ابن اللعين، لم تزل أنت وأبوك تبغيان لدين الله الغوائل، وتجتهدان على إطفاء نور الله، وتجمعان على ذلك الجموع، وتبذلان فيه المال، وتحالفان في ذلك القبائل، على هذا مات أبوك وعلى ذلك خلفته، والشاهد عليك بذلك من يأوي ويلجأ إليك من بقية الأحزاب ورؤوس النفاق والشقاق لرسول الله صلى الله عليه وآله، والشاهد لعلي مع فضله وسابقته القديمة أنصاره الذين ذكرهم الله تعالى في القرآن ففضلهم وأثنى عليهم من المهاجرين والأنصار، فهم معه كتائب وعصائب يجالدون حوله أسيافه، ويهريقون دماءهم دونه، يرون الفضل في أتباعه، والشقاق والعصيان في خلافه، فكيف يا لك الويل! تعدل نفسك بعلي؟ وهو وارث رسول الله صلى الله عليه وآله ووصيه، وأبوه ولده، وأول الناس له اتباعا، وآخرهم عهدا، يخبره بسره، ويشركه في أمره، وأنت عدوه وابن عدوه ما استطعت بباطلك، وليمددك ابن العاص في غوايتك، فكان أجلك قد انقضى وكيدك قد وهى، وسوف تستبين لمن تكون العاقبة العليا. واعلم أنك إنما تكايد ربك الذي قد أمنت كيده وآيست من روحه، وهو لك بالمرصاد، وأنت منه في غرور، بالله وبأهل يبت نبيك الغناء (1).
(٢٦٢)