غضب جلسائه، قال: يا أبا يزيد! فما تقول في؟ قال: دعني من هذا. قال:
لتقولن. قال: أتعرف حمامة؟ قال: ومن حمامة يا أبا يزيد؟ قال: قد أخبرتك، ثم قام فمضى.
فأرسل معاوية إلى النسابة، فدعاه فقال: من حمامة؟ قال ولي الأمان؟
قال: نعم. قال: حمامة جدتك - أم أبي سفيان - كانت بغيا في الجاهلية صاحبة راية! فقال معاوية لجلسائه: قد ساويتكم وزدت عليكم، فلا تغضبوا (1).
(159) عقيل ومعاوية دخل عقيل بن أبي طالب على معاوية والناس عنده وهم سكوت، فقال:
تكلمن [أيها] الناس! فإنما معاوية رجل منكم فقال معاوية: يا أبا يزيد!
أخبرني عن الحسن بن علي؟ فقال: أصبح قريش وجها وأكرمهم حسبا. قال:
فأبن الزبير؟ قال: لسان قريش وسنانها إن لم يفسد نفسه. قال: فابن عمر؟
قال: ترك الدنيا مقبلة وخلاكم وإياها وأقبل على الآخرة، وهو بعد ابن الفاروق. قال فمروان؟ قال: أوه؟ ذلك رجل لو أدرك أوائل قريش فأخذوا برأيه صلحت دنياهم. قال: ابن عباس؟ قال أخذ من العلم ما شاء.
وسكت معاوية. فقال عقيل: يا معاوية أخبر عنك فإني بك عالم؟ قال:
أقسمت عليك يا [أ] با يزيد لما سكت (2) (160) عقيل ومعاوية دخل عقيل على معاوية، فقال له: يا أبا يزيد! أي جداتكم في الجاهلية شر؟