يحسبون أنهم يحسنون صنعا والسلام (1).
(112) ابن عباس وابن الزبير لما كشف عبد الله بن الزبير بني هاشم وأظهر بغضهم وعابهم وهم بما هم به في أمرهم ولم يذكر رسول الله صلى الله عليه وآله في خطبته لا يوم الجمعة ولا غيرها، عاتبه على ذلك قوم من خاصته وتشأموا بذلك منه وخافوا عاقبته.
فقال: والله ما تركت ذلك علانية إلا وأنا أقوله سرا وأكثر منه! لكني رأيت بني هاشم إذا سمعوا ذكره اشرأبوا واحمرت ألوانهم وطالت رقابهم، والله ما كنت لآتي لهم سرورا وأنا أقدر عليه، والله لقد هممت أن أحظر لهم حظيرة ثم أضرم عليهم نارا، فإني لا أقتل منهم إلا آثما كفارا سحارا، لا أنماهم الله ولا بارك عليهم! بيت سوء لا أول لهم ولا آخر، والله ما ترك نبي الله فيهم خيرا، استفرع نبي الله صدقهم فهم أكذب الناس.
فقام إليه محمد بن سعد ابن أبي وقاص، فقال: وفقك الله يا أمير المؤمنين، أنا أول من أعانك في أمرهم.
فقام عبد الله بن صفوان بن أمية الجمحي، فقال: والله ما قلت صوابا ولا هممت برشد، أرهط رسول الله صلى الله عليه وآله تعيب؟ وإياهم تقتل والعرب حولك؟ والله لو قتلت عدتهم أهل بيت من الترك مسلمين ما سوغه الله لك، والله لو لم ينصرهم الناس منك لنصرهم الله بنصره. فقال: إجلس أبا صفوان، فلست بناموس.
فبلغ الخبر عبد الله بن العباس، فخرج مغضبا ومعه ابنه حتى أتى المسجد فقصد المنبر، فحمد الله وأنثى عليه، وصلى على رسول الله صلى الله عليه وآله ثم