أما بعد، فإنك يهودي ابن يهودي! إن ظفر أحب الفريقين إليك عزلك واستبدل بك، وإن ظفر أبغضهما إليك قتلك ونكل بك. وكان أبوك وتر قوسه ورمى غير غرضه، فأكثر الحز وأخطأ المفصل، فخذله قومه وأدركه يومه، ثم مات طريدا بحوران، والسلام.
فكتب إليه قيس رحمه الله:
أما بعد، فإنما أنت وثن ابن وثن! دخلت في الإسلام كرها وخرجت منه طوعا، لم يقدم إيمانك ولم يحدث نفاقك. وقد كان أبي وترقوسه ورمى غرضه، وشغب عليه من لم يبلغ كعبه ولم يشق غباره، ونحن أنصار الدين الذي خرجت منه وأعداء الدين الذي دخلت فيه، والسلام (1).
صورة أخرى منه على نقل ابن أبي الحديد ومقاتل الطالبيين:
أما بعد، فإنما أنت وثن ابن وثن! دخلت في الإسلام كرها وأقمت فيه فرقا وخرجت منه طوعا، ولم يجعل الله لك فيه نصيبا، لم يقدم إسلامك ولم يحدث نفاقك، ولم تزل حربا لله ولرسوله وحزبا من أحزاب المشركين وعدوا لله ولنبيه وللمؤمنين من عباده. وذكرت أبي، فلعمري ما أوتر إلا قوسه ولا رمى إلا