قعرها فقد ظن عجزا! أستغفر الله لي ولك، خذ في غيرها (1).
(80) عبد الله بن عباس وعمر روى عبد الله بن عمر قال: كنت عند أبي يوما وعنده نفر من الناس، فجرى ذكر الشعر، فقال: من أشعر العرب؟ فقالوا: فلان وفلان، فطلع عبد الله بن عباس فسلم وجلس. فقال عمر: قد جاءكم الخبير، من أشعر الناس يا عبد الله؟ قال: زهير بن أبي سلمى. قال: فأنشدني مما تستجيده له، فقال: يا أمير المؤمنين، إنه مدح قوما من غطفان يقال لهم بنو سنان، فقال:
لو كان يقعد فوق الشمس من كرم * قوم بأولهم أو مجدهم قعدوا قوم أبوهم سنان حين تنسبهم * طابوا وطاب من الأولاد ما ولدوا إنس إذا أمنوا جن إذا فزعوا * مرزؤون بهاليل إذا جهدوا محسدون على ما كان من نعم * لا ينزع الله منهم ما له حسدوا فقال عمر: والله لقد أحسن، وما أرى هذا المدح يصلح إلا لهذا البيت من هاشم، لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وآله فقال ابن عباس:
وفقك الله يا أمير المؤمنين، فلم تزل موفقا.
فقال: يا ابن عباس! أتدري ما منع الناس منكم؟ قال: لا يا أمير المؤمنين، قال: لكني أدري، قال: ما هو يا أمير المؤمنين؟ قال: كرهت قريش أن تجتمع لكم النبوة والخلافة فيجخفوا جخفا، فنظرت قريش لنفسها فاختارت ووفقت فأصابت.
فقال ابن عباس: أيميط أمير المؤمنين عني غضبه فيسمع؟ قال: قل ما تشاء.
قال: أما قول أمير المؤمنين: " إن قريشا كرهت " فإن الله تعالى قال لقوم: