قال: بايع أمير المؤمنين يزيد فهو خير لك في الدارين فقال الحسين: " انا لله وانا إليه راجعون " 1 وعلى الاسلام السلام إذ قد بليت الأمة براع مثل يزيد 2.
أما ابن الزبير فإنهم ألحوا عليه وتعلل ولم يحضر دار الوليد وبعث الوليد إلى عبد الله بن عمر فقال: بايع ليزيد. فقال: إذا بايع الناس بايعت فانتظر حتى جاءت البيعة من البلدان فتقدم إلى الوليد فبايعه 3.
وفي رواية: أن الحسين خرج من منزله بعد ذلك وأتى قبر جده فقال: السلام عليك يا رسول الله أنا الحسين بن فاطمة فرخك وابن فرختك وسبطك والثقل الذي خلفته في أمتك، فاشهد عليهم يا نبي الله انهم قد خذلوني وضيعوني ولم يحفظوني، وهذه شكواي إليك حتى ألقاك صلى الله عليك.
ثم صف قدميه فلم يزل راكعا ساجدا 4 إلى الفجر.
وفي رواية أخرى: فصلى ركعات فلما فرغ من صلاته جعل يقول: اللهم هذا قبر نبيك محمد (ص) وأنا ابن بنت نبيك وقد حضرني من الامر ما قد علمت، اللهم إني أحب المعروف وأنكر المنكر وإني أسألك يا ذا الجلال والاكرام بحق هذا القبر ومن فيه الا اخترت من أمري ما هو لك رضى ولرسولك رضى وللمؤمنين رضى، ثم جعل يبكى عند القبر حتى إذا كان قريبا من الصبح وضع رأسه على القبر فأغفى فإذا هو برسول الله قد أقبل في كتيبة من الملائكة عن يمينه وشماله وبين يديه ومن خلفه فجاء وضم الحسين إلى صدره وقبل بين عينيه وقال " حبيبي يا حسين كأني أراك عن قريب مرملا بدمائك، مذبوحا بأرض كربلاء، بين عصابة من أمتي، وأنت في ذلك عطشان لا تسقى، وظمآن لا تروى، وهم في ذلك يرجون شفاعتي، ما لهم لا أنالهم الله شفاعتي ما لهم لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة، وما لهم عند الله من خلاق، حبيبي يا حسين ان أباك وأمك وأخاك قدموا علي وهم إليك مشتاقون، وان لك في الجنة لدرجات لن تنالها الا بالشهادة 5. الحديث.