فقال حسين لابن الزبير: أرى طاغيتهم قد هلك فبعث إلينا ليأخذنا بالبيعة قبل أن يفشو في الناس الخبر فقال: وانا ما أظن غيره فقام الحسين وجمع إليه مواليه وأهل بيته وسار إلى باب الوليد وقال لهم: انى داخل فان دعوتكم أو سمعتم صوته قد علا فاقتحموا على والا فلا تبرحوا حتى أخرج إليكم، فدخل على الوليد ومروان جالس عنده فاقرأه الوليد الكتاب ودعاه إلى البيعة فاسترجع الحسين وقال: ان مثلي لا يعطى بيعته سرا ولا أراك تجتزئ بها منى سرا دون أن تظهرها على رؤوس الناس علانية، قال: أجل؟ قال: فإذا خرجت إلى الناس فدعوتهم إلى البيعة دعوتنا مع الناس فكان أمرا واحدا فقال له الوليد، وكان يحب العافية: انصرف على اسم الله، فقال له. مروان:
والله لئن فارقك الساعة ولم يبايع لا قدرت منه على مثلها حتى تكثر القتلى بينكم وبينه احبس الرجل ولا يخرج من عندك حتى يبايع أو تضرب عنقه فوثب عند ذلك الحسين، فقال: يا ابن الزرقاء 1 أنت تقتلني أم هو؟ كذبت والله وأثمت 2.
وفي تاريخ أعثم ومقتل الخوارزمي ومثير الأحزان 3 واللهوف واللفظ للأخير 4، كتب يزيد إلى الوليد يأمره بأخذ البيعة على أهلها عامة وخاصة على الحسين (ع) ويقول له: إن أبى عليك فاضرب عنقه، ثم أوردوا الخبر نظير ما ذكره الطبري إلى قولهما، فغضب الحسين وقال: ويلي عليك يا ابن الزرقاء أنت تأمر بضرب عنقي؟ كذبت ولؤمت نحن أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ويزيد فاسق شارب الخمر وقاتل النفس ومثلي لا يبايع مثله.
قال الطبري: فقال له الوليد - وكان يحب العافية -: انصرف على اسم الله. وفي الرواية الأولى: فلما أصبح الحسين لقية مروان فقال أطعني ترشد، قال: قل،