لعبت هاشم بالملك فلا * خبر جاء ولا وحي نزل 1 هذا هو الاسلام الذي كانوا يجدونه لدى خليفة الله وخليفة رسوله 2.
وكان يقال للمسلمين في كل مكان ان التمسك بالدين في طاعة هذا الخليفة.
إذا فقد تبين ان المشكلة يوم ذاك لم تكن مشكلة تسلط الحاكم الجائر كي يعالج بتبديله بحاكم عادل، بل كانت مشكلة ضياع الاحكام الاسلامية، وتدين المسلمين بطاعة الخليفة مهما كانت أوامره ورؤيتهم لمقام الخلافة ومع هذه الحالة كان العلاج منحصرا بتغيير رؤية المسلمين هذه وعقيدتهم تلك كي يتيسر بعد ذلك إعادة الاحكام الاسلامية من جديد وكان الانسان الوحيد الذي يستطيع أن ينهض بعبء هذا التغيير هو الإمام الحسين (ع) من رسول الله (ص) ومقامه منه، ولما ورد في حقه من الآيات والأحاديث.
كان على هذا الانسان مع تلك الميزات أن يختار يومئذ أحد أمرين لا ثالث لهما.
إما أن يبايع يزيد ويحظى بعيش رغيد في الدنيا مع بقاء حب المسلمين واحترام كافة الناس إياه وهو يعلم أن بيعته أولا - اقرار منه ليزيد على كل فجوره وكفره وتظاهره بهما!
وثانيا - اقرار منه للمسلمين في ما يعتقدونه في أمثال يزيد ممن تربع على دست الخلافة بالبيعة بأنهم الممثلون الشرعيون لله ورسوله وأن طاعتهم واجبة على كل حال وفي كل ما يأمرون!
وفي الاقرارين قضاء على شريعة جده سيد المرسلين، وتؤول شريعته بعد ذاك مآل شريعة موسى وعيسى وشرايع سائر النبيين وبذلك كان سبط رسول الله يحمل آثام أهل عصره وآثام من جاء بعدهم إلى يوم القيامة فإنه لم يكن قد بقي من الرسول سبط غير الحسين ولم يمهد لاحد ما مهد له كما ذكرنا، ولم يكن يأتي بعده من يصبح له شأن