أعثم قال: وتحرك عبد الله بن الزبير ودعا إلى نفسه 1.
قال: ولما بلغ يزيد بن معاوية ما فيه عبد الله بن الزبير من بيعة الناس له واجتماعهم عليه دعا بعشرة نفر من وجوه أصحابه منهم النعمان بن بشير الأنصاري، و عبد الله بن عضاءة الأشعري...
ثم قال لهم: إن عبد الله بن الزبير قد تحرك بالحجاز واخرج يده من طاعتي ودعا الناس إلى سبي وسب أبي وقد اجتمعت إليه قوم يعينونه على ذلك، صيروا إليه، فإذا دخلتم عليه فعظموا حقه وحق أبيه، وسلوه أن يلزم الطاعة ولا يفارق الجماعة فان أجاب فخذوا بيعته وان أبى فخوفوه ما نزل بالحسين بن علي وليس الزبير عندي بأفضل من علي بن أبي طالب ولا ابنه عبد الله بأفضل من الحسين وانظروا أن لا تلبثوا عنده فاني متعلق القلب بورود خبركم علي، فخرج القوم إلى مكة ودخلوا على ابن الزبير وأدوا إليه رسالة يزيد فقال: وما الذي يريد مني يزيد إنما أنا رجل مجاور لهذا البيت عائذ به من شر يزيد وغير يزيد، فان تركني فيه والا انتقلت عنه إلى بلد غيره وكنت فيه إلى أن يأتيني الموت، ثم أمر لهم بمنزل فصاروا إليه يومهم ذلك ولما كان من الغد خرج فصلى بأصحابه الفجر، ثم أقبل فجلس في الحجر واجتمع إليه أصحابه، وأقبل إليه هؤلاء الوفد الذين قدموا عليه من عند يزيد، وتكلموا كلاما يرجون به اتباعه ليزيد وطاعته له، قال: فأقبل إليه النعمان بن بشير فقال: بلغ يزيد عنك أنك تصعد المنبر فتذكره وتذكر أباه معاوية بكل قبيح وأنت تعلم أنه امام وقد بايعه الناس، ولا نحب لك أن تخرج يدك من الطاعة وتفارق الجماعة، وبعد فان الغيبة لا خير فيها، قال: فقطع عليه الكلام عبد الله بن الزبير، ثم قال: يا ابن بشير ان الفاسق لا غيبة له، وما قلت فيه الا ما قد علمه الناس منه، ولو كان على ما كان عليه الأئمة الأخيار سمعنا وأطعنا ولذكرناه بكل جميل، وبعد فاني أنا في هذا البيت بمنزلة حمامة من حمام مكة، أفتحل لكم أن تؤذوا حمام مكة؟ قال: فغضب عبد الله بن عضاءة الأشعري، فقال: نعم والله يا ابن الزبير، نؤذي حمام مكة ونقتل حمام مكة، وما حرمة حمام مكة؟ يا ابن الزبير! أتصعد المنبر وتتكلم في أمير المؤمنين بكل قبيح ثم تشبه نفسك بحمام مكة ثم قال: يا غلام، ائتني بقوسي وسهمي قال فأتي بقوسه وسهامه فأخذ سهما فوضعه في كبد قوس ثم سدده نحو حمام مكة وقال: يا حمامة أيشرب أمير المؤمنين