ولما بويع أمير المؤمنين بلغه: أن معاوية قد وقف من إظهار البيعة له وقال:
إن أقرني على الشام وأعمالي التي ولانيها عثمان بايعته. فجاء المغيرة إلى أمير المؤمنين فقال له: يا أمير المؤمنين؟ إن معاوية من قد عرفت وقد ولاه الشام من كان قبلك فوله أنت كيما تتسق عرى الأمور ثم اعزله إن بدا لك فقال أمير المؤمنين: أتضمن لي عمري يا مغيرة فيما بين توليته إلى خلعه؟ قال: لا. قال: لا يسألني الله عز وجل عن توليته على رجلين من المسلمين ليلة سوداء أبدا، وما كنت متخذ المضلين عضدا، لكن أبعث إليه وادعوه إلى ما في يدي من الحق، فإن أجاب فرجل من المسلمين، له ما لهم، و عليه ما عليهم، وإن أبى حاكمته إلى الله، فولى المغيرة وهو يقول: فحاكمه إذا، فحاكمه إذا، فأنشأ يقول:
نصحت عليا في ابن حرب نصيحة * فرد فما مني له الدهر ثانيه ولم يقبل النصح الذي جئته به * وكانت له تلك النصيحة كافيه وقالوا له: ما أخلص النصح كله * فقلت له: إن النصيحة غاليه فقام قيس بن سعد فقال: يا أمير المؤمنين؟ إن المغيرة أشار عليك بأمر لم يرد الله به، فقدم فيه رجلا وأخر فيه أخرى، فإن كان لك الغلبة يقرب إليك بالنصيحة، و إن كانت لمعاوية يقرب إليه بالمشورة. ثم أنشأ يقول:
يكاد ومن أرسى بثيرا مكانه (1) * مغيرة أن يقوى عليك معاوية وكنت بحمد الله فينا موفقا * وتلك التي أرءاكها غير كافيه فسبحان من علا السماء مكانها * وأرضا دحاها فاستقرت كما هيه فكان هو صاحب الرأي الوحيد بعين الإمام الطاهر تجاه تلك الآراء التعسة الفارغة عن النزعات الروحية في كل منحسة ومتعسة بين حاذف وقاذف (2) * (فروسيته) * إن الباحث لا يقف على أي معجم يذكر فيه قيس إلا ويجد في طيه جمل الثناء