السلام فيه صولة أو جولة، فالحديث ليس فيه أي صلة بهما، أفمن المعقول إذن أن يريده أبو تمام المادح للوصي الأعظم؟! ويعده مأثرة له؟! على أن الشعر نفسه يأبى أن يكون المراد به واقعة حرب دامية فإن الشاعر بعد أن عد مواقف أمير المؤمنين عليه السلام في الغزوات النبوية وذكر منها غزاة أحد وبدر وحنين والنضير وخيبر والخندق وختمها بقوله:
مشاهد كان الله كاشف كربها * وفارجه والأمر ملتبس إمر أخذ في ذكر منقبة ناء بها اللسان دون السيف والسنان فقال: - ويوم الغدير - وأنت ترى أنه يوعز إلى قصة فيها قيام ودعوة وإعلام وبيان ومجاهرة بإثبات الحق لأهله.
* (الشاعر) * أبو تمام حبيب بن أوس بن الحارث بن قيس بن الأشجع بن يحيى بن مزينا بن سهم بن ملحان بن مروان بن رفافة بن مر بن سعد بن كاهل بن عمرو بن عدي بن عمرو بن الحارث بن طئ جلهم بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن كهلان بن سبا بن يشجب ابن يعرب بن قحطان. تاريخ الخطيب 8 248.
أحد رؤساء الإمامية كما قال الجاحظ (1) والأوحد من شيوخ الشيعة في الأدب في العصور المتقادمة، ومن أئمة اللغة، ومنتجع الفضيلة والكمال، كان يؤخذ عنه الشعر وأساليبه، وينتهي إليه السير، ويلقى لديه المقالد، ولم يختلف اثنان في تقدمه عند حلبات القريض، ولا في تولعه بولاء آل الله الأكرمين صلوات الله عليهم، وكان آية في الحفظ والذكاء حتى قيل: إنه كان يحفظ أربعة آلاف ديوان الشعر غير ألف أرجوزة للعرب غير المقاطيع والقصايد (2) وفي [معاهد التنصيص]: إنه كان يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة للعرب غير المقاطيع والقصايد وفي التكلمة: إنه أخمل في زمانه خمسمائة شاعر كلهم مجيد.