إلى عبد الله بن أباض رأس الأباضية لما بلغه أنه يعيب على علي عليه السلام ويتهدد السيد بذكره عند المنصور بما يوجب قتله، فلما وصلت إلى ابن أباض امتعض منها جدا وأجلب في أصحابه وسعى به إلى الفقهاء والقرآن فاجتمعوا وصاروا إلى المنصور وهو بدجلة البصرة فرفعوا قصته فأحضرهم وأحضر السيد فسألهم عن دعواهم، فقالوا:
إنه يشتم السلف، ويقول بالرجعة، ولا يرى لك ولا لأهلك إمامة. فقال لهم:
دعوني أنا واقصدوا لما في أنفسكم. ثم أقبل على السيد فقال: ما تقول فيما تقولون؟
فقال: ما أشتم أحدا وإني لا ترحم على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وهذا ابن أباض قل له: يترحم على علي وعثمان وطلحة والزبير. فقال له: ترحم على هؤلاء. فتلوى (تثاقل) ساعة فحذفه المنصور بعود كان بين يديه وأمر بحبسه فمات في الحبس وأمر بمن كان معه فضربوا بالمقارع وأمر للسيد بخمسة آلاف درهم.
16.
يالقومي للنبي المصطفى * ولما قد نال من خير الأمم جحدوا ما قاله في صنوه * يوم خم بين دوح منتظم : أيها الناس فمن كنت له * واليا يوجب حقي في القدم فعلي هو مولاه لمن * كنت مولاه قضاء قد حتم أفلا ينفذ فيهم حكمه؟ * عجبا يولع في القلب الضرم 17.
ألا إن الوصية دون شك * لخير الخلق من سام وحام وقال محمد بغدير خم * عن الرحمن ينطق باعتزام يصيح وقد أشار إليه فيكم * إشارة غير مصغ للكلام : ألا من كنت مولاه فهذا * أخي مولاه فاستمعوا كلامي فقال الشيخ يقدمهم إليه * وقد حصدت بداه من الزحام ينادي: أنت مولاي ومولى الأنام. * فلم عصى مولى الأنام؟!
وقد ورث النبي رداه يوما * وبردته ولائكة اللجام