غيره. مر بيان ما في بقية الأبيات من الحديث المأثور.
وللعبدي قوله من قصيدة يمدح بها عليا عليه السلام:
وكان يقول: يا دنياي غري * سواي فلست من أهل الغرور ومن أخرى.
لم تشتمل قلبه الدنيا بزخرفها * بل قال: غري سواي كل محتقر أشار بهما إلى ما في حديث ضرار بن ضمرة الكناني لما وصف أمير المؤمنين لمعاوية بن أبي سفيان قال: لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه قابضا على لحيته يتملل السليم ويبكي بكاء الحزين، ويقول: يا دنيا؟ يا دنيا؟ غري غيري، إلي تعرضت؟! أم إلي تشوقت؟! هيهات هيهات قد باينتك ثلاثا لا رجعة فيها، فعمرك قصير، وعيشك حقير، وخطرك يسير. الحديث.
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " 1 ص 84. وابن عبد البر في " الاستيعاب ". وابن عساكر في تاريخه 7 ص 35 وكثيرون آخرون من الحفاظ والمؤرخين.
وله قوله:
لما أتاه في حجراته * والطهر يخصف نعله ويرقع قالوا له: إن كان أمر من لنا * خلف إليه في الحوادث نرجع؟!
قال النبي: خليفتي هو خاصف * النعل الزكي العالم المتورع أشار بهذه الأبيات إلى حديث أم سلمة قالت لعايشة أم المؤمنين في بدء واقعة الجمل: أذكرك كنت أنا وأنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله في سفر له وكان علي يتعاهد نعلي رسول الله صلى الله عليه وآله فيخصفها ويتعاهد أثوابه فيغسلها فنقبت له نعل فأخذها يومئذ يخصفها وقعد في ظل سمرة وجاء أبوك ومعه عمر فاستأذنا عليه فقمنا إلى الحجاب ودخلا يحدثانه فيما أرادا ثم قالا: يا رسول الله إنا لا ندري قدر ما تصحبنا فلو أعلمتنا من يستخلف علينا ليكون لنا بعدك مفزعا. فقال لهما: أما إني قد أرى مكانه ولو فعلت لتفرقتم عنه كما تفرقت بنو إسرائيل عن هارون بن عمران. فسكتا ثم خرجا فلما خرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قلت له وكنت أجرأ عليه منا: من كنت يا رسول الله مستخلفا عليهم؟! فقال: خاصف النعل. فنزلنا فلم نر أحدا إلا عليا فقلت: يا