وأوصاني النبي على اختيار * بيعته غداة غد برحم وأعجب من ذلك أنه جعل للكتاب فهرس البلدان والبقاع والمياه في 47 صحيفة وأهمل فيها غدير خم وقد ذكرت في عدة مواضع من المعجم.
والأستاذ محمد حسين مصحح " ثمار القلوب " (ط مصر 1326 ه) فإنه يقف على هذه اللفظة في صحيفة واحدة ص 511 وهي مذكورة فيها غير مرة س 6 و 8 و 12 ويدعها (غدير حم) وهذا " ثمار القلوب " المخطوط بين أيدينا وفيها: (غدير خم).
ومصحح لطايف أخبار الدول (ط مصر 1310 ه) فإنه يترك البيت المذكور من شعر أمير المؤمنين في ص 33 هكذا:
وأوجب طاعتي فرضا عليكم * رسول الله يوم غدا برحمي وأنت تجد في مطبوعات غير مصر لدة هذا التصحيف أيضا.
* (شكر ونقد) * لا أفتئ معجبا بكتابين فخمين هما من حسنات العصر الحاضر، عني بجمعهما بحاثة كبير حظي به هذا القرن، أولاهما: كتاب جمهرة خطب العرب. وجمهرة رسائل العرب.
للكاتب الشهير أحد زكي صفوت. فقد أسدى بهما إلى الأمة يده الواجبة، أعاد ذكريات قديمة للأمة العربية أتى عليها الدثور، وكابد في ذلك جهودا جبارة، فعلى الأمة جمعاء أن تشكره على تلك المثابرة الناجعة، وتقدر منه ذلك الجهاد المتواصل، فله العتبي على ما أجاد وأفاد.
غير أنا نعاتب الأستاذ على إهماله هذه الرسالة الموجودة في جملة من مصادر كتابه، وغيرها من الكتب القيمة، وقد ذكرها ما هو أخصر منه، وأضعف مدركا، و أقل نفعا، وذكر من التافهات ما لم يقله مستوى الصدق والأمانة كبعض رسايل ابن عباس إلى أمير المؤمنين عليه السلام المكذوبة على حبر الأمة خطتها أقلام مستأجرة من زباين الأمويين، هذا ما نعاتبه عليه، وأما هو فلماذا ذكر؟ ولماذا أهمل؟ فلنطو عنه كشحا.
ويشبه هذا الاهمال أو يزيد عليه إهمال خطبة الغدير في جمهرة خطب العرب،