كنت لا أعجب لو كان هذا العزو المختلق صادرا ممن تقدم طه حسين من بسطاء الأعصر الخرافية الذين قالوا وهم لا يشعرون، وجمعوا من غير تمييز، وألفوا لا عن تنقيب، وعزوا من دون دراية. لكن عجبي كله من مثل هذا الذي يرى نفسه منقبا ويحسبه فذا من أفذاذ هذا العصر الذهبي، عصر النور، عصر البحث والتنقيب الذي مني بمثل هذا الدكتور وأمثال من جمال مستنوقة (1) يسرون حسوا في ارتغاء (2) يريدون أن يفخذوا أمة كبيرة تعد بالملايين عن الأمة الإسلامية بنسبة الالحاد إليهم من تناسخ وحلول، فتلعن هؤلاء أولئك لاعتقادهم بكفرهم، وتغضب أولئك على هؤلاء عندما يقفون على مثل هذا الإفك الشائن، فيقع ما لا تحمد مغبته من شق العصا وتفريق الكلمة، وذلك منية من قيض طه " حسين " لمثل هذا المعرة وأثابه عليها.
ألم يسائل هذا الرجل باحث عن مصدر هاتين الفريتين؟! هل قرأهما في كتاب من كتب الشيعة؟! أم سمعهما عن شيعي؟! أو بلغه الخبر عن عالم من علماء الإمامية؟!
وهؤلاء الشيعة وكتبهم منذ العصور المتقادمة حتى اليوم تحكم بكفر من يقول بالتناسخ والحلول وتدين بالبراءة منه، فهلا راجع الدكتور هاتيك الكتب قبل أن يرمي لا عن سدد؟! وتخط يمينه لا عن رشد؟! نعم سبقه في نسبة التناسخ إلى السيد ابن حزم الأندلسي في " الفصل " وقد عرفت ابن حزم ونزعاته في الجزء الأول ص 323 - 339. وأما القول بالرجعة فليس من سنخ القول بالتناسخ والحلول وقد نطق بها الكتاب والسنة كما فصل في طيات الكتب الكلامية وتضمنته التآليف التي أفردها أعلام الإمامية فيها، وقد عرف من وقف على أخبار السيد وشعره وحجاجه برائته عن كل ما نبذه به من سخافة إن لم يكن الدكتور ممن يرى أن التهالك في موالاة أهل البيت ومودتهم ومدحهم والذب عنهم سخافة.
حديثه مع من لم يتشيع لم يكن يرى السيد لمناوئي العترة الطاهرة صلوات الله عليهم حرمة وقدرا، وكان يشدد النكير عليهم في كل موقف ويلفظهم بألسنة حداد بكل حول وطول، و