زهرة: المرقال. وأنت يا بسر؟ لقيس بن سعد. وأنت يا عبيد الله؟ للأشتر النخعي.
وأنت يا عبد الرحمن بن خالد؟ لأعور طي يعني: عدي بن حاتم. ثم ليرد كل رجل منكم عن حماة الخيل فجعلها نوايب في خمسة أيام لكل رجل منهم يوما.
وإن بسر بن أرطاة غدا في اليوم الثالث في حماة الخيل فلقي قيس بن سعد في كماة الأنصار فاشتدت الحرب بينهما وبرز قيس كأنه فنيق (1) مقرم (2) وهو يقول:
أنا ابن سعد زانه عباده * والخزرجيون رجال ساده ليس فراري بالوغا بعاده * إن الفرار للفتى قلاده يا رب أنت لقني الشهادة (3) والقتل خير من عناق غاده حتى متى تثنى لي الوسادة فطعن خيل بسر وبرز له بعد ملي وهو يقول:
أنا ابن أرطاة عظيم القدر * مراود في غالب بن فهر ليس الفرار من طباع بسر * إن يرجع اليوم بغير وتر وقد قضيت في عدوي نذري * يا ليت شعري ما بقي من عمري وجعل يطعن بسر قيسا فيضربه قيس بالسيف فيرده على عقبيه، ورجع القوم جميعا ولقيس الفضل (كتاب صفين ص 226).
وروى نصر في كتابه ص 227 - 240: إن معاوية دعا النعمان بن بشر بن سعد الأنصاري، ومسلمة بن مخلد الأنصاري ولم يكن معه من الأنصار غيرهما فقال: يا هاذان؟ لقد غمني ما لقيت من الأوس والخزرج، صاروا واضعي سيوفهم على عواتقهم يدعون إلى النزال حتى والله جبنوا أصحابي الشجاع والجبان، وحتى والله ما أسأل عن فارس من أهل الشام إلا قالوا: قتله الأنصار، أما والله لألقينهم بحدي وحديدي، ولأعيبن لكل فارس منهم فارسا ينشب (4) في حلقه، ثم لأرمينهم بأعدادهم من قريش