بوجهه علينا فقال معاشر الناس ألا أخبركم بأشراط الساعة قالوا بلى يا رسول الله قال من أشراط الساعة إضاعة الصلوات واتباع الشهوات والميل مع الأهواء وتعظيم المال وبيع الدين بالدنيا فعندها يذوب قلب المؤمن في جوفه كما يذوب الملح في الماء مما يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيره فعندها يليهم أمراء جورة ووزراء فسقة وعرفاء ظلمة وأمناء خونة فيكون عندهم المنكر معروفا والمعروف منكرا ويؤتمن الخائن في ذلك الزمان ويصدق الكاذب ويكذب الصادق وتتأمر النساء وتشاور الإماء ويعلو الصبيان على المنابر ويكون الكذب عندهم ظرافة فلعنة الله على الكاذب وان كان مازحا وأداء الزكاة أشد التعب عليهم خسرانا ومغرما عظيما ويحقر الرجل والديه ويسبونهما ويبرء صديقه ويجالس عدوه وتشارك الرجل زوجها في التجارة ويكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ويغار على الغلمان كما يغار على الجارية في بيت أهلها وتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال وتركبن ذوات الفروج على السروج وتزخرف المساجد كما تزخرف البيع والكنائس وتحلى المصاحف وتطول المنارات وتكثر الصفوف ويقل الاخلاص ويؤمهم قوم يميلون إلى الدنيا ويحبون الرياسة الباطلة فعندها قلوب المؤمنين متباغضة وألسنتهم مختلفة وتحلى ذكور أمتي بالذهب ويلبسون الحرير والديباج وجلود السمور ويتعاملون بالرشوة والربوا ويضعون الدين ويرفعون الدنيا ويكثر الطلاق والفراق والشك والنفاق ولن يضروا الله شيئا وتظهر الكوبة والقينات والمعازف والميل إلى أصحاب الطنابير والدفوف والمزامير وسائر آلات اللهو الا ومن أعان أحدا منهم بشئ من الدينار والدرهم والألبسة والأطعمة وغيرها فكأنما زنى مع أمه سبعين مرة في جوف الكعبة فعندها يليهم أشرار أمتي وتنتهك المحارم وتكتسب (تكتب - خ) المآثم وتسلط الأشرار على الأخيار ويتباهون في اللباس ويستحسنون أصحاب الملاهي والزانيات فيكون المطر قيظا ويغيظ الكرام غيظا ويفشوا الكذب وتظهر الحاجة وتفشى الفاقة فعندها يكون أقوام يتعلمون القرآن لغير الله فيتخذونه مزامير ويكون أقوام يتفقهون لغير الله ويكثر أولاد الزنا ويتغنون
(٣٧٢)