فقال طلحة والزبير: ليس هكذا كان يعطينا عمر، فهذا منكم أو عن امر صاحبكم قالوا: بل (بلى - خ) هكذا امرنا أمير المؤمنين عليه السلام فمضيا اليه فوجداه في بعض أمواله قائما في الشمس على أجير له يعمل بين يديه فقالا: (له - خ) ترى ان ترتفع معنا إلى الظل؟ قال: نعم، فقالا له. انا اتينا إلى عمالك على قسمة هذا الفئ، فأعطوا كل واحد منا مثل ما أعطوا سائر الناس قال: وما تريدان؟
قالا. ليس كذلك كان يعطينا عمر قال: فما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعطيكما؟
فسكتا، فقال: أليس كان صلى الله عليه وآله يقسم بالسوية بين المسلمين - 1 - من غير زيادة؟
قال: نعم قال: أفسنة رسول الله صلى الله عليه وآله أولى بالاتباع عندكما أم سنة عمر؟ قالا (بل - خ) سنة رسول الله صلى الله عليه وآله ولكن يا أمير المؤمنين لنا سابقة وغناء وقرابة فان رأيت أن لا تسوينا بالناس فافعل، قال: سابقتكما أسبق أم سابقتي؟ قالا سابقتك قال: فقرابتكما أقرب أم قرابتي؟ قالا: قرابتك قال. فغناؤكما أعظم أم غنائي؟
قالا: بل أنت يا أمير المؤمنين أعظم غناء، قال: فوالله ما انا وأجيري هذا في هذا المال الا بمنزلة واحدة، وأومى بيده إلى الأجير الذي بين يديه قالا جئناك لهذا وغيره؟ قال: وما غيره قالا أردنا العمرة فأذن لنا قال: انطلقا، فما العمرة تريدان ولقد أنبئت بأمركما واريت مضاجعكما، فمضينا وهو يتلو وهما يسمعان: فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما فالواجب في قسمة الفيئ العدل بين المسلمين الذين هم اهله، والتسوية فيما بينهم فيه وترك الأثرة به وذلك ما قاتلوا عليه فاما ما لم يقاتلوا عليه فهو لله ولرسوله كما قال الله عز وجل وهو من بعد الرسول للامام في كل عصر وزمان قال الله تعالى: ما أفاء الله على رسوله من اهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى الآية وقوله: فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء