وأكملوا اللامة وأقلقوا السيوف إلى السيوض في الغمد قبل السلة والحظوا الشزر واطعنوا (الخزر - خ) ونافحوا بالخطى (ونافجوا بالظبى - ك) وصلوا السيوف بالخطاء والرماح بالنبال فإنكم بعين الله ومع ابن عم نبيكم عاودوا الكر واستحيوا من الفر فإنه عار باق في الاعقاب ونار يوم الحساب فطيبوا عن أنفسكم نفسا واطووا عن الحياة كشحا وامشوا إلى الموت مشيا عليكم بهذا السواد الأعظم والرواق المطنب فاضربوا ثبجه (بثجد - خ) فان الشيطان عليه لعنة الله راكد في كسره نافج حضنه ومفترش ذراعيه قد قدم للوثبة يدا واخر للنكوص رجلا فصبرا حتى ينجلى لكم عمد الحق وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم قال: واقبل معاوية في الكتيبة الشهباء وهي زهاء عشرة آلاف جيش شاكين في الحديد لا يرى منهم الا الحدق تحت المغافر فقال ما لكم تنظرون بما تعجبون انما هي جثث ماثلة فيها قلوب طائرة مزخرفة بتمويه الخاسرين ورجل جراد زفت به ريح صبا ولفيف سداه الشيطان ولحمته الضلالة وصرخ بهم ناعق البدعة وفيهم خور الباطل وضحضحة المكاثر فلو قد مستها سيوف اهل الحق تهافتت تهافت الفراش في النار الا فسوا بين الركب وعضوا على النواجذ واضربوا القوانص بالصوارم واشرعوا الرماح في الجوانح وشدوا فانى شادهم لا ينصرون فحملوا حملة ذي لبد فأزالوهم عن أماكنهم ودفعوهم عن مراكزهم وارتفع الرهج وخمدت الأصوات فلا تسمع الا صلصلة الحديد وغمغمة الابطال لا يرى الا رأس نادر أو يد طايحة.
وانا كذلك إذ اقبل أمير المؤمنين (ع) من موضع يريد أن ينجلى الغبار وينفذ العلق عن ذراعيه سيفه يقطر الدماء وقد انحنى كقوس نازع وهو يتلو (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغى حتى تفئ إلى امر الله) قال فما رأيت قتالا أشد من ذلك اليوم يا بني انى أرى الموت لا يقلع ومن مضى لا يرجع ومن بقي فإليه ينزع انى أوصيك بوصية