نور البراهين - السيد نعمة الله الجزائري - ج ١ - الصفحة ٤٥٠
بإقرار العامة مع معجزة الصفة أنه لا شئ قبل الله 1) ولا شئ مع الله في بقائه وبطل قول من زعم أنه كان قبله 2) أو كان معه شئ وذلك أنه لو كان معه شئ في بقائه لم يجز أن يكون خالقا له لأنه لم يزل معه: فكيف يكون خالقا لمن لم يزل معه، ولو كان قبله شئ كان الأول ذلك الشئ لا هذا، وكان الأول أولى بأن يكون خالقا للأول الثاني.
____________________
غيره، فلا شئ قبله بسرمديته، ولا شئ معه في مرتبته في ديموميته واستمرار وجوده، لكون كل شئ مخلوقا له، لان كل شئ سواه ممكن، وكل ممكن إنما يوجد بايجاب خالق له يخرجه من العدم إلى الوجود وينتهي لا محالة إلى الواجب.
1) قال بعض المحققين: هذا بيان لخالقيته لكل شئ بما يناسب أفهام العامة من أن إقرار العامة، أي: كل الناس بأنه سبحانه خالق كل شئ، وأنه لم يسعهم انكاره، كما قال سبحانه ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله (1) يدل على خالقيته لكل شئ، وان مقدمات بيانها ظاهرة، وإذا كان خالقا لكل شئ، فلا شئ قبله ولا شئ معه.
أقول: حاصله أن قوله (معجزة) فاعل (بان) وقوله (أنه لا شئ) بدل منه، أي: ظهر لنا باعتراف العامة والعقلاء اعجاز صفة القدم، وذلك الاعجاز هو الحكم بأنه لا شئ قبله ولا شئ معه.
2) القائلون بأنه كان معه غيره كالثنوية معروفون. أما القائلون بأنه كان شئ قبل الله فلا يعرفون، وكان المراد منهم من زعم أن له أبا، أو من زعم من الديصانية أن معه طينة قديمة لم يستطع التفصي منها إلا بامتزاجه بها ودخوله

(٤٥٠)
مفاتيح البحث: سورة الزخرف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 ... » »»
الفهرست