9 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عبد العزيز، عن ابن أبي يعفور، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله واحد، أحد، متوحد بالوحدانية، متفرد بأمره، خلق خلقا ففوض إليهم أمر دينه، فنحن هم 2)، يا ابن أبي يعفور نحن حجة الله في عباده، وشهداؤه على خلقه، وامناؤه على وحيه، وخزانه على علمه، ووجهه الذي يؤتى منه، وعينه في بريته، ولسانه الناطق، وقلبه الواعي،
____________________
1) يحتمل معنيين: الأول: أن الخلق عبدوا الله بتعليمنا إياهم حتى الملائكة، كما قال عليه السلام: سبحنا فسبحت الملائكة، وهللنا فهللت، وكانوا لا يعرفون تسبيحا ولا تهليلا. وتقدم ما يدل على أن أمير المؤمنين عليه السلام كان هو الذي علم جبرئيل عليه السلام.
الثاني: أن العبادة الحقيقية اللائقة بجنابه سبحانه ما وقعت بشرائطها إلا منهم عليهم السلام. أما سائر الخلق، فلم يوقعوا إلا صورة العبادة، ويرشد إليه ما ر وي في زيارات أمير المؤمنين عليه السلام في مقام الثناء عليه: أشهد يا أمير المؤمنين أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة. ولو لم يكن المراد من العبادة ما ذكرناه لم يكن لمدحه عليه السلام بها معنى واضح، كما لا يخفى.
ويجوز أن يراد تشييد الاسلام، فان العبادة متفرعة عليه، ولولا سيف أمير المؤمنين عليه السلام لما قام للاسلام عمود، ولم يكن يعبد الله سبحانه.
2) اعلم أن الصدوق طاب ثراه نفى التفويض مطلقا، ورد عليه جماعة من
الثاني: أن العبادة الحقيقية اللائقة بجنابه سبحانه ما وقعت بشرائطها إلا منهم عليهم السلام. أما سائر الخلق، فلم يوقعوا إلا صورة العبادة، ويرشد إليه ما ر وي في زيارات أمير المؤمنين عليه السلام في مقام الثناء عليه: أشهد يا أمير المؤمنين أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة. ولو لم يكن المراد من العبادة ما ذكرناه لم يكن لمدحه عليه السلام بها معنى واضح، كما لا يخفى.
ويجوز أن يراد تشييد الاسلام، فان العبادة متفرعة عليه، ولولا سيف أمير المؤمنين عليه السلام لما قام للاسلام عمود، ولم يكن يعبد الله سبحانه.
2) اعلم أن الصدوق طاب ثراه نفى التفويض مطلقا، ورد عليه جماعة من