حدثنا محمد بن يعقوب الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، قال: سألني أبو قرة المحدث أن ادخله على أبي الحسن الرضا عليه السلام فاستأذنته في ذلك فأذن لي، فدخل عليه فسأله عن الحلال والحرام والاحكام حتى بلغ سؤاله التوحيد، فقال أبو قرة: إنا روينا أن الله عز وجل قسم الرؤية والكلام بين اثنين، فقسم لموسى عليه السلام الكلام 1) ولمحمد صلى الله عليه وآله الرؤية، فقال أبو الحسن عليه السلام فمن
____________________
فإذا تمهد هذا فنقول: اتفق الجميع أن المعرفة من جهة الرؤية أمر ضروري، وأن رؤية الشئ متضمنة لمعرفته بالضرورة، بل الرؤية بالحس نوع من المعرفة، فإن من رأى شيئا فقد عرفه بالضرورة، فإن كان الايمان بعينه هو هذه المعرفة التي مرجعها الادراك البصري والرؤية الحسية، فلم تكن المعرفة العلمية التي حصلت للانسان، من جهة الاكتساب بطريق الفكر والنظر إيمانا، لأنها ضده، لأنك قد علمت أن الاحساس ضد التخيل، وأن الصورة الحسية ضد الصورة العقلية، فإذا لم يكن الايمان بالحقيقة مشتركا بينهما ولا أمرا جامعا لهما، لثبوت التضاد وغاية الخلاف بينهما، ولا جنسا مبهما بينهما غير تام الحقيقة المتحصلة كجنس المتضادين، مثل اللونية بين نوعي السواد والبياض، لان الايمان أمر محصل وحقيقة معينة، فهو: إما هذا، وإما ذاك، فإذا كان ذاك، لم يكن هذا، وإن كان هذا، لم يكن ذاك، ثم ساق الكلام إلى آخر ما تقدم (1).
ولعل أقرب هذه الوجوه هو الأول.
1) اختلفت الأمة في امتناع الرؤية وإمكانها ووقوعها على أقوال،
ولعل أقرب هذه الوجوه هو الأول.
1) اختلفت الأمة في امتناع الرؤية وإمكانها ووقوعها على أقوال،